"كنت أنظر إلى الضفة الأخرى واتحسر على وجود العدو فوق أرضى، فينعكس ذلك على احساسى و إصرارى على تحرير هذه الأرض واعادتها مرة أخرى..وذلك الشعور كان فى قلب كل جندى و ظابط، ولهذا فإن روح أكتوبر و حب الوطن و الانتماء كانت فى مقدمة اهتمامات المقاتلين، حتى تحقق النصر الذى نفخر به جميعاً".
بتلك الكلمات يروى الشاعر المصرى "أحمد سويلم" ذكرياته فى فترة حرب الاستنزاف و حرب العبور "أكتوبر" و انتصاراتها، والتى مر عليها نحو 43 عام.
يقول "سويلم" فى تصريحات خاصة لـ"إنفراد"، كنت ظابطاً فى القوات المسلحة، و مكثت فى الجيش الفترة ما بين عام 1968 و 1974، حضرت فيهم جزء من حرب الاستنزاف، و انتصارات أكتوبر، أصفها بأنها كانت أيام فاصلة بين الهزيمة و النصر، أكدت أن الجندى المصرى خير أجناد الأرض بالفعل.
و أضاف الشاعر، فى عام 1968 دخل الآلاف من المؤهلات العليا إلى القوات المسلحة فتغيرت التركيبة الاجتماعية داخل الجيش، وأصبح التفكير والعقل و الحوار هو الجديد فى التعامل بين الضباط و الجنود، ولم تعد الطاعة العمياء كما كان من قبل، والدليل على ذلك، هذه الاختراعات التى تمت و حققت النصر مثل اختراع "طلمبات المياه"، فقد كانت فكرة ظابط صغير كان يعمل بالسد العالى من قبل.
و يختتم الشاعر "أحمد سويلم" ذكرياته بموقف حدث له أثناء تلك الفترة ولم يستطع نسيانه حتى الآن، فيقول "حدث يوماً كنت فى مهمة، بعد أن انهيتها و أنا فى طريقى إلى الجبهة قبيل الإفطار بوقت قصير، فوجئت أنا و من كان معى بالسيارة بإغارة جوية فى المكان الذى نسير فيه، فهبطنا من السيارة جميعاً و من حولنا طلقات الرصاص مستمرة، ولم يصاب أحد مننا، ولكننا كنا فى رعب جميعاً طوال عشرة دقائق مدة هذه الإغارة"، و يضيف "سويلم"؛ "كان حينها رغم ذلك الخوف، النفس و الروح فداء الوطن و إنقاذه من أطماع العدو".