أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى للناشرين، المؤسس والرئيس الفخرى لجمعية الناشرين الإماراتيين، على حيوية قطاع النشر والأدب فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحقيقه الكثير من الإنجازات الرائدة خلال السنوات الماضية على الساحتين الإقليمية والعالمية، وهو ما يبشر بمستقبل واعد لصناعة النشر الإماراتية خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك خلال العرض الرئيسى، الذى قدمته الشيخة بدور القاسمى يوم أمس الأول، حول مستقبل صناعة النشر الإماراتية والإنجازات العديدة التى حققتها الإمارات فى هذا المجال على مدى الأعوام الـ 35 الماضية، وذلك أثناء مشاركتها فى القمة العالمية للنشر بمدينة فرانكفورت فى ألمانيا، والتى تنعقد تزامناً مع انطلاق معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، الذى يعد أكبر تظاهرة ثقافية دولية تعنى بالكتاب والأدب فى العالم.
واستعرضت الشيخة بدور القاسمى خلال مشاركتها فى القمة، المحطات المهمة التى شهدتها صناعة النشر المحلية، أمام نخبة من المتخصصين فى قطاع النشر من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب نخبة من خبراء النشر من أوروبا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا .
وقالت الشيخة بدور القاسمي: "شهدت دولة الإمارات تقدماً كبيراً وملحوظاً فى مجال صناعة النشر المزدهرة، الأمر الذى تؤكده الإنجازات اللافتة التى حققتها هذه الصناعة خلال العقود الثلاثة والنصف الماضية، والتى بدأت بإصدار أول قانون للمطبوعات والنشر فى ثمانينيات القرن الماضى الذى شهد أيضاً انطلاق أول نسخة لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، وشكلت هذه المبادرات الركائز الأساسية التى قامت عليها صناعة النشر الحديثة فى الدولة، ما أسهم فى تطوير وتوسيع هذا القطاع الحيوى، كما شكل إطلاق العديد من المشاريع الثقافية الرائدة على مستوى الإمارة فى أواخر العام 2000 دفعة قوية لهذا القطاع وتطويره بمهنية عالية".
233 مليون قيمة إجمالى صناعة النشر فى الإمارات
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: "يعد سوق النشر الإماراتى واحداً من أسرع أسواق النشر نمواً على المستوى العالمي، وتشير الإحصاءات إلى أن هذا السوق حقق نمواً سنوياً بنسبة 12% خلال العقد الماضي، ويقدر إجمالى قيمته حالياً بنحو 233 مليون دولار أمريكي، حيث يصنف الرابع والثلاثين عالمياً من حيث عدد الكتب والعناوين التى يتم نشرها فى كل عام. ونحن اليوم ننشر نحو500 عنوان جديد فى العام مقارنة مع ستة كتب فقط تم إصدارها فى عام 1970، فيما تتجاوز صادراتنا من الكتب حوالى 40 مليون دولار أمريكى سنوياً، وتعد أوروبا أكبر شريك تجارى عالمى لنا فى هذا القطاع. وتبلغ قيمة التبادلات التجارية فى قطاع النشر بين الإمارات والاتحاد الأوروبى ما يزيد على 90 مليون دولار أمريكى سنوياً".
6000 وظيفة فى قطاع النشر بالإمارات 2020
وقدمت عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى للناشرين، المؤسس والرئيس الفخرى لجمعية الناشرين الإماراتيين، لمحة عامة عن وضع صناعة النشر فى دولة الإمارات من منظور عالمي، مشيرةً إلى ما يتميز به سوق النشر الإماراتى من مزايا فريدة، فضلاً عن التحديات الرئيسية التى يواجهها حالياً، وأشارت إلى أن 40% من الناشرين يعتقدون أن فجوات المهارات تشكل التحدى الرئيسى أمام تطور صناعة النشر ونموها، ووفقاً لتقديرات جمعية الناشرين الإماراتيين يمكن أن توفر صناعة النشر أكثر من ستة آلاف وظيفة بحلول عام 2020. وأضافت: "فى الوقت الذى تتطور فيه صناعة النشر العالمية، يجب أن نعمل على تعزيز صناعة النشر المحلية وتطويرها بشكل يسهم فى تحويل دولة الإمارات إلى وجهة رئيسية جاذبة للناشرين الدوليين، وقادرة على المنافسة عالمياً".
واستعرضت المؤسس والرئيس الفخرى لجمعية الناشرين الإماراتيين الأهداف والتحديات المستقبلية التى تواجه صناعة النشر، لافتة إلى أنه يمكن تحقيق مزيد من التقدم من خلال إقامة الشراكات وتوسيع آفاق التعاون بين كافة الأطراف العاملة فى مجال صناعة النشر. وشددت المؤسس والرئيس التنفيذى لمجموعة "كلمات" للنشر على أهمية غرس حب القراءة فى نفوس الأطفال والشباب، لافتةً إلى الدور الكبير الذى تقوم به "كلمات"، التى تعد أول دار للنشر متخصصة بإصدار كتب الأطفال باللغة العربية والتى تمكنت من إصدار أكثر من 200 كتاب باللغة العربية حتى اليوم.
وتابعت الشيخة بدور القاسمي: "يجب النظر للنشر ليس كصناعة فقط، بل كمصدر للفخر الوطني، حيث يشكل وجود مطبوعات مترجمة إلى اللغة العربية فى متناول القراء العالميين، وإشراك الشباب فى جهود المحافظة على تراثهم مع الحفاظ على اللغة العربية، أولوية بالنسبة لنا. لدينا مجموعة من الشباب فى الإمارات ممن يرغبون بالقراءة، وفى المقابل نحن نهدف إلى تزويدهم بالوسائل اللازمة للقيام بذلك، سواء من خلال الوسائل التقليدية أو من خلال التكنولوجيا التى تلعب اليوم جزءاً كبيراً فى حياتهم".
واختتمت الشيخة بدور قائلةً: "أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة السياسة الوطنية للقراءة التى تضمنت الاستراتيجية الوطنية للقراءة (2026 - 2016)، فى إطار "عام القراءة "2016، الذى أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كما اعتمدت الدولة إنشاء الصندوق الوطنى للقراءة بقيمة 30 مليون دولار أمريكى لتمويل بناء ثقافة وطنية للقراءة. ويجرى الآن تنفيذ أكثر من 300 مبادرة وطنية تم إطلاقها على مستوى إمارات الدولة كافة بهدف تشجيع القراءة، بما فى ذلك البرامج التى توزع المكتبات المنزلية على الأسر الإماراتية. ونحن ملتزمون بالاستمرار فى الابتكار وتطوير ودعم صناعة النشر فى الإمارات، فضلاً عن غرس حب القراءة والكتب فى نفوس جميع أفراد المجتمع الإماراتى".
وقدمت الشيخة بدور القاسمى عرضها فى القمة العالمية للنشر أمام نخبة متميزة من الخبراء والمحللين واللاعبين الرئيسيين فى قطاع النشر العالمي، والذين سلطوا بدورهم الضوء على التطورات الحالية والمقبلة والتوجهات المتوقعة التى سيشهدها قطاع النشر العالمي، حيث تحدث كل واحد منهم فى مجال اختصاصه مقدماً نظرة تحليلية معمقة من خلال عرض أفضل الممارسات المتبعة ودراسات الحالة.