أكد سعادة أحمد بن ركاض العامرى، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن إمارة الشارقة لعبت دوراً ريادياً فى تحقيق رؤية دولة الإمارات بأن تصبح مركزاً عالمياً للنشر، وهو ما تجلّى فى تصنيف الإمارة ضمن أفضل 10 مدن صغيرة ومتوسطة عالمياً، كما استأثرت بالمركز الثالث فى منطقة الشرق الأوسط والتاسع عالمياً بناءً على بيانات ومؤشرات تقيس الإمكانيات الاقتصادية، والبيئة الصديقة للأعمال، والموارد البشرية، والمستوى المعيشي، وفاعلية التكاليف، والربط بشبكة الإنترنت.
جاء ذلك خلال الاجتماعات المباشرة التى عقدتها هيئة الشارقة للكتاب مع عدد من الناشرين الدوليين خلال مشاركة الهيئة فى القمة العالمية للنشر بفرانكفورت فى ألمانيا، والتى تقام قبيل انطلاق معرض فرانكفورت الدولى للكتاب بألمانيا، الذى تستمر فعالياته حتى الثالث والعشرين من الشهر الجارى.
وأشار أحمد العامرى، إلى أن دول الاتحاد الأوروبى تستورد كتباً بقيمة 33 مليون دولار أمريكى من العالم العربى، حيث تستحوذ المملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، وألمانيا، وبلجيكا على نسبة تصل إلى نحو 94% من هذه الواردات، فيما تبلغ قيمة واردات العالم العربى السنوية من الكتب نحو مليار دولار أمريكى، وتستحوذ دول الاتحاد الأوروبى على 29% من حصة السوق، موضحاً أن هذه الأرقام تمثل فرصة مهمة للنمو بالنسبة لمصدرى الكتب من الاتحاد الأوروبى، الذين يمكنهم الحصول على مجموعة من الفرص للوصول إلى الأسواق فى دول النامية من خلال إقامة مشروعاتهم وانطلاق أعمالهم من الإمارات العربية المتحدة.
وقال العامرى خلال هذه الاجتماعات مع ناشرين من القارة الأوروبية: "يبلغ عدد سكان العالم العربى حوالى 370 مليون نسمة، ويتميز بتركيبته السكانية الشبابية، لافتاً أن القيمة السوقية الإجمالية لقطاع النشر الإماراتى تبلغ نحو 233 مليون دولار أمريكى فى الوقت الراهن، ومن المتوقع أن يشهد سوق النشر الإماراتى نمواً مطرداً ليصل إلى ثلاثة أضعاف حجمه بحلول عام 2030، ما يوفر فرصاً كبيرة للناشرين الدوليين".
وأضاف "العامرى": "تعد الإمارات أكبر شريك تجارى للاتحاد الأوروبى، وتوفر مزايا كبيرة للناشرين الأوروبيين، حيث تشكل قاعدة إقليمية لإنطلاق أعمالهم والوصول إلى الأسواق النامية. كما تعد الإمارات من الناحية الجغرافية بوابة تربط بين قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا، فضلاً عن تمتعها ببنية تحتية ذات مستوى عالمي، ما يسهل عمليات النقل والخدمات اللوجستية. توفر الإمارات بيئة عمل مثالية وآمنة تعد من أفضل البيئات تنظيماً وأكثرها أماناً وملائمة للأعمال التجارية، كما أنها تشكل بديلاً أفضل من حيث التكلفة، إلى جانب أنها موطنٌ للعمالة الماهرة وأصحاب الكفاءات".
وسلَط العامرى الضوء على المبادرات الريادية التى أطلقتها الشارقة خلال السنوات الماضية بهدف نشر ثقافة القراءة والاهتمام بالأدب، وهو ما أسهم فى تعزيز مكانة الإمارة على خريطة الثقافة العالمية، وقال: "كرّست إمارة الشارقة جهودها من أجل تعزيز أهمية الكتاب، وتمكنت من ترسيخ مكانتها الثقافية والأدبية على المستوى الإقليمى والعالمى بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذى قاد مسيرة التنوير الثقافى والحضارى للإمارة على مدى العقود الأربعة الماضية".
وأضاف العامري: "تعد الشارقة موطناً لثالث أكبر معرض للكتاب فى العالم، وهو معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى قام بتخصيص مهرجان أدبى للأطفال، وهو مهرجان الشارقة القرائى للأطفال، كما كرست إمارة الشارقة العديد من المبادرات والبرامج والحملات التى تشجع على القراءة".
وتهدف هيئة الشارقة للكتاب من خلال مشاركتها فى معرض فرانكفورت للكتاب، الذى يقام خلال الفترة من 19-23 أكتوبر الجارى، لتسليط الضوء على الدورة الـ35 من معرض الشارقة الدولى.