أقام المكتب الثقافى للسفارة المصرية بالكويت أمسية فى الذكرى الأولى لوفاة الكاتب المصرى الراحل جمال الغيطانى، بحضور السفير المصرى لدى دولة الكويت ياسر عاطف، الذى افتتح الأمسية بالإشارة إلى أن الغيطانى أحد من مثلوا ضمير مصر الثقافي، وأنه أسهم فى إثراء ساحة الثقافة العربية والمصرية بالعديد من الأعمال الأدبية والفكرية، ولعب أدوارا مختلفة فى تشكيل الوعى فى مصر لدى أجيال مختلفة، كما أسهم بالعمل الصحفى فى دعم هذا الدور، وبينها عمله مراسلا حربيا فى فترة حرب أكتوبر المجيدة.
وأوضح ياسر عاطف أنه دعا السيدة ماجدة الجندى زوجة الكاتب الكبير الراحل لكتابة كلمة للأمسية نيابة عن أسرة الغيطاني، وأنها استجابت لدعوته مشكورة، وقام السفير المصرى بقراءة الورقة التى قدمت فيها الكاتبة ماجدة الجندى الشكر للسفارة المصرية وللمثقفين والأدباء الكويتيين المشاركين فى الأمسية واستعرضت الدور الثقافى الهام لدولة الكويت فى دعم الثقافة العربية والمبدعين من مختلف العالم العربي، كما تحدثت عن الأديب الراحل جمال الغيطانى الإنسان والأديب والصحفى وأشارت إلى اسهامته المتميزة فى المجال الأدبى والثقافى والإعلامى المصرى والعربى كما تحدثت عن مشوار حياتهما معا.
من جانبه، أعرب الدكتور نبيل بهجت المستشار الثقافى المصرى عن سعادته بالأمسية التى تستعيد منجزات أديب وقامة مصرية أسهمت فى تشكيل الوعي، وألهمت أجيالا عديدة، وقدم سيرة موجزة للغيطانى وأبرز أعماله والجوائز التى حصل عليها.
وأدار الأمسية الكاتب المصرى إبراهيم فرغلى وشارك فيها الدكتور أحمد سعيد أستاذ التاريخ المصرى القديم الذى قدم ورقة عن الدور الذى قدمه الغيطانى فى تعريف المشاهد المصرى والعربى بالتاريخ المصرى وتراثه الحضارى فى العصر الفرعونى وفى القاهرة الفاطمية عبر برنامجه التلفزيونى تجليات الغيطاني، وتوقف عند عدد من محطات الآثار والتاريخ التى أبرزها الغيطانى وقدم تاريخها تفصيليا.
كما قدم الدكتور محمد السيد، العميد السابق لآداب المنيا وأستاذ الفلسفة فى جامعة الكويت، ورقة عن أدب الحرب فى أعمال الغيطاني، التى استلهمها من خلال عمله مراسلا حربيا على جبهة القتال خلال حرب أكتوبر، وتوقف عند نصين من بين أعمال الغيطانى هما الرفاعى والغريب، موضحا الخصائص الفنية والمضمونية للعملين، وخصوصا لرواية الغريب التى تم تحويلها لعمل سينمائى بنفس العنوان، كما توقف عند بعض ردود أفعال وتعليقات القراء الشباب على "الغريب" الذى يعد أحد الأعمال المهتمة بتأكيد البطولة وقيم الوطنية.
وتحدث أيضا خلال الأمسية الدكتور نزار العاني، الناقد والكاتب الصحفى السورى حيث قدم شهادة عن الكيفية التى استقبل بها الجمهور السورى أعمال الغيطانى فى الستينات، وكيف كان المد الناصرى من بين أسباب حسن استقبال أعمال الغيطانى الأدبية ونفاذها فور ورودها لدمشق.
من جهته قدم مدير الأمسية الكاتب إبراهيم فرغلى شهادة شخصية عن علاقته بالغيطانى واصفا إياه بأنه كان شخصا ثريا متعدد الوجوه، وقال" أعتقد أن كل شخص اقترب منه التمس فيه جانبا مختلفا، ولا أظنه منح لأحد كل جوانب شخصيته، ودائما ما كنت أغبط أصدقائى محررى أخبار الأدب لأنهم حظوا بفرصة الاقتراب منه وتأمل تفاصيل شخصيته الغنية.
وتحدث فرغلى عن بعض المواقف التى مر بها فى لقاءاته مع الغيطاني، وأفراد أسرته مؤكدا على أنه كان أبا حنونا وليبراليا لأبعد مدى، كما أوضح أن علاقته بأعمال الغيطانى بدأت مع كتاب رسالة فى الصبابة والوجد التى يعتبرها عملا فريدا بسبب لغتها التى تستلهم لغة المدونات القديمة للتعبير عن قصة حب عصرية ومنها تابع بقية أعمال الغيطانى الذى يعتبره أحد أبرز المغامرين والمجددين فى السرد المعاصر.