"رحيل الزعيم جمال عبد الناصر وحرب الاستنزاف وانتصار 73 المجيد، وانتفاضة الخبز77 وأحداث المنصة، وحقبة الرئيس الأسبق مبارك، والثورة" هى موضوعات رواية السكاكينى للكاتب طاهر البهى، والصادرة عن دار العلوم للنشر، وتدور أحداثها فى الفترة من 1960 إلى 2011.
الرواية واقعية تجمع بين السرد الواقعى والرمزى ويتصدر غلافها صورة لقصر السكاكينى الشهير لمصور الأهرام عماد عبد الهادى، وتصميم الغلاف للفنان الشاب أيمن أبو اليزيد.
والرواية تسعى لتأكيد عمق التسامح الدينى الضارب فى أعماق الوطن، من خلال شخصية "كرم" المسيحى، حافظ أجزاء من القرآن الكريم، والتى يفحم بها معارضيه فى الرأى، ويستشهد بها فى كثير من المواقف التى تتطلب حسما فى الرأى.
أبطال الرواية هم أسرة عبد النور التى تعيش فى حى شديد التميز معماريا وعمرانيا وجغرافيا، وهو حى "السكاكينى" فى وسط العاصمة، الذى يعود إنشاؤه إلى القرن التاسع عشر ويتوسطه قصر حبيب باشا السكاكينى أحد الأثرياء المقربين من الخديوى إسماعيل ويتميز بطرازه المعمارى المختلط بين الفرعونى والرومانى والصينى والإسلامى، ويطل على ثمانية شوارع فى وقت واحد، ولعلها الصدفة التى ستفرق الأبناء السبعة إلى اتجاهات مختلفة ثم تجمعهم مجددا فى نقطة التقاء ليتفرقوا مرة أخرى ويالها من صدفة عجيبة، وتتكون الأسرة من الأب "عبد النور".
وعبد النور فى الرواية هو موظف بسيط فى وزارة المالية، يحمل كل مقومات الرجولة وشىء من الوسامة الخشنة، يسيطر على الأسرة وبخاصة الزوجة "سميرة" والأبناء السبعة بقبضة من الانضباط والالتزام الدينى إلا أنه يخص ابنه البكر "ممتاز" بكثير من التدليل والإفراط فى إمداده بالمال ولا يحاسبه أين أنفقه، كما شهد الابن الأصغر "عمرو" شيئا قريبا من هذا رغم قلة الموارد عند قدوم آخر العنقود، فيما يشدد من قبضته على بقية أفراد الأسرة.
ويتابع المؤلف فى روايته " تأثر عبد النور صحيا، فيهمل العمل حتى يطلب الخروج الى المعاش من وزارة المالية، فيختنق الأبناء من قلة الموارد والمعيشة الصعبة والمبالغة فى تصنيف ما هو حلال وما هو حرام، ويهرب ابنيه ممتاز وعزيز ويبحثون عن الاستقلالية والعمل الحر مع تحقيق جانب من النجاح والأهم منه هو استنشاق بعض نسيم الحرية وجريان بعض المال بين أصابعهما.
وتستكمل الرواية بانخراط الأشقاء الثلاثة "فريد ورءوف وعمرو، فى تلقى أسس التعليم المتميز فى ذلك الأوان ووقوف المقاتلين من جانب الأم "سميرة" فى اصرار على تميزهم العلمي، ووسط هذا الجو المفعم بالتباين يبحث كلا من الأشقاء الخمسة عن أحلامهم وهواياتهم، إلى جانب الدراسة، فى الرسم وكرة القدم والصحافة والثقافة والفن والصداقة.
وتكتمل الرواية بعودة ممتاز وعزيز من برودة أجواء الوحدة إلى البحث عن ما تبقى من دفء الأسرة وإخلاص وروح الأشقاء، وتلمع فى رأس ممتاز فكرة العمل التجارى الجماعى بين الأشقاء الذكور، بعد زواج الشقيقتين مبكرا، ويتم تقسيم الأدوار فيما بينهم، وسرعان ما ينجح المشروع نجاحا باهرا، ويتم تكوين ثروة تظل فى أيدى الشقيق الأكبر الذى يمثل الادارة، ولكن سرعان ما تعلن الادارة إفلاس الشركة، ليبحث كل عن عمل جديد منفرد، إلا ممتاز الذى ظل متمسكا بحلمه، ليتمكن من النهوض خلال فترة وجيزة.