أصدرت هيئة البحرين للثقافة والآثار، اليوم، الأربعاء، بياناً بشأن هجمة نواب البرلمان على الثقافة، ومطالبتهم بإلغاء مقررات الموسيقى والباليه، وحفلات هيئة الثقافة، وفقاً لرؤيتهم التى جاءت فى المقترح العاجل بضرورة الإلغاء نظراً لأن هذه الفنون تغضب الله، وتذهب النعم عن البلاد، وتضر بالطالب.
وقالت هيئة البحرين للثقافة والآثار فى بيانها: تعقيباً على ما نشرته وسائل الإعلام فى تغطيتها لجلسة مجلس النواب الأخيرة، يوم الثلاثاء الموافق 25 أكتوبر الجاري، حيث تضمنت تصريحات بعض السادة النواب الكثير من المغالطات والأخطاء، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار تؤكد التالى:
نص دستور مملكة البحرين فى مادته السابعة (أ) على أن: ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون. كما أكدت رؤية البحرين الاقتصادية 2030 على أن البحرين سوف تبقى موطناً لثقافة غنية وقديمة، وأنه سوف يتم تنفيذ مبادرات مختلفة للترويج للتراث الثقافي، وذلك كجزء من مؤشرات القدرة المعيشية.
وتؤكد هيئة البحرين للثقافة والآثار أنها تستند فى استراتيجيتها العامة وخطط عملها المستمرّة على التوجهات الحكومية، وذلك عبر إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية ضمن منظومة ابتكرتها رئيسة الهيئة تحت مسمى "الاستثمار فى الثقافة"، وهو التوجه الذى اعتمد قبل عدة أعوام، على صناعة شراكة حقيقية مع القطاع الخاص بما يساهم فى جعل الثقافة مرتكزاً أساسياً فى صناعة البنية الحضارية للبحرين.
فقد أسهم القطاع الخاص فى دعم البنية التحتية للثقافة بمبلغ تخطى 100 مليون دولار أميركى خلال الأعوام الماضية، ولا يزال يواصل شراكته مع هيئة البحرين للثقافة والآثار عبر دعم الحفلات والفعاليات التى تقيمها الهيئة، حيث إن المخصصات لتلك الأنشطة، وخاصةً فى السنتين الأخيرتين، ليست من ضمن مخصصات المشاريع الخاصة بالهيئة والمرصودة فى الميزانية العامة للدولة، وذلك تماشياً مع التوجهات الرسمية بخفض الإنفاق الحكومى.
ويأتى عمل هيئة البحرين للثقافة والآثار لدعم التنشيط السياحى الثقافى فى البحرين، وذلك أسوة بما تعمل على إنجازه دول المنطقة الشقيقة، إذ تسعى إلى استقطاب الحفلات والعروض العالمية بما يساهم فى جذب السياح وتنويع الاقتصاد، خصوصاً فى ظل الأوضاع الاقتصاديّة الحاليّة للمنطقة.
فالتنمية لا يمكن أن تكون رهينة أزمة عابرة، ذلك أن قطار التنمية والتألق لا ينتظر أحداً، فيجب أخذ زمام المبادرة فى تنمية الموارد المالية عبر الاستثمار فى الثقافة والسياحة بما يكفل تنويع مصادر الدخل، وهذا ما نراه فى دول شقيقة، وما افتتاح أوبرا دبى مؤخراً وقبلها دار الأوبرا السلطانية، ومع نهاية هذا الشهر افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافى بدولة الكويت إلا تجسيد لهذه الرؤية الحكيمة فى جعل الحراك الثقافى عنصراً جاذباً للزائرين ومروجاً للبلد المُضيف بأجمل صورة، وهذا ما لمسناه فى مملكة البحرين عندما أنشأ أهم صروحه الثقافية "مسرح البحرين الوطنى" بدعم من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، وهذا ما تجسده القيادة الحكيمة الساهرة على الحراك الفنى الثقافى للمملكة منذ عقود.
هذا ونفيد علماً بأن هيئة البحرين للثقافة والآثار لم تعلن عن إقامة حفل للهالوين، وأن الإعلانات والعروض هى من جهات خاصة وشركات ليست من مسؤولية الهيئة.
وتشيد هيئة الثقافة بالرد الحكومى على السادة النواب فيما يخص الاقتراح برغبة بشأن مادة التربية الموسيقية، كما أردفت الحكومة فإن المادة الثالثة من القانون رقم 27 لسنة 2005 بشأن التعليم ينص على أن يهدف التعليم إلى تكوين المتعلم تكويناً وطنياً وعلمياً ومهنياً وثقافياً من النواحى الوجدانية والأخلاقية والعقلية والاجتماعية والصحيّة والسلوكية والرياضية، فى إطار مبادئ الدين الإسلامى الحنيف والتراث العربى والثقافة المعاصرة وطبيعة المجتمع البحرينى وعاداته وتقاليده، وغرس روح المواطنة والولاء للوطن والملك.
وتلفت الهيئة أن الموسيقى هى غذاء الروح وأنها تسهر على فرقة البحرين للموسيقى والتى تشارك فى مهرجانات حول العالم رافعة اسم البحرين عالياً فى مختلف المحافل وها هى قد أسدلت الستار مؤخراً على ربع قرن على تأسيس مهرجان البحرين الدولى للموسيقى وتتحضر لافتتاح معرض البحرين السنوى للفنون التشكيلية بنسخته الثالثة والأربعين والذى يقام دائماً بسهرٍ ورعاية كريمة من صاحب السمو الملكى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، وهذا ما تعمل على الترويج له فى المحافل العربية والدولية عاكسة الصورة الحضارية لمملكة البحرين الغنية بإرثها المادى وغير المادى.