قدم الدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق، ليلقى محاضرة حول "التاريخ الفرعونى ورؤيته المتجددة" التى ينظمها الجناح المصرى ضمن الأنشطة الثقافية فى إطار مشاركة مصر كضيف شرف، فى معرض الجزائر الدولى للكتاب.
واستعرض الدماطى عظمة الحضارة المصلرية القديمة، وقال: أول وثيقة فى الزواج فى العالم هى "وثيقة مصرية" يمضى عليها تسعة شهود، كما أنها وثيقة الطلاق مكونة من ثلاثة أنواع منها نوع بالتراضى أو طلب بالتنازل عن حقوقها، أو الطلاق عند الجرم وفى هذه الحالة ليس لديها حقوق.
وقال الدكتور ممدوح الدماطى، إن تاريخ مصر الفرعونى يمثل دولة عريقة تمتد حوالى 3100 عام قبل الميلاد فى كتب التاريخ ، أما كونها حضارة تمتد إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، ومن أشهر ما وصل إليه الباحثون القطعة الأثرية للملك العقرب حيث كتب اسمه بشكل العقرب وهو والد الملك مينا، حيث إنه كان يعمل على توحيد قطرى مصر، مضيفا أن الملك نرمر أول من سجل وحدة مصر.
وتابع "الدماطى"، وتصويبا لشائع، ليس لدينا اللغة الهيروغليفية بل لدينا الكتابة الهيروغليفية، وظهرت العديد من الآثار التى تظهر أدوات الكتابة والفراعنة وهم يكتبون.
وأوضح "الدماطى" أن النحت يتكون من ثلاثة أنواع من الجرانيب والعاج والخشب والنحاس، وصياغة الذهب أيضا، مضيفا أن العمارة أحد الفنون والعلوم التى تمثل علم الهندسة، إذ أن الفراعنة برعوا بشكل كبير فى بناء الأهرام و معبد أبوسمبل من داخل والخارج.
وأشار"الدماطى" إلى أن "هرم الرومانية" امتداد من مصر إلى الجزائر فيرجع تاريخه بين البلدين إلى حوالى 200 عام، فمن المعروف أن أشهر الأهرامات المتواجدة بمصر هى أهرامات الجيزة الثلاثة، فهذه الأهرامات تعد من عجائب الدنيا السبع القديمة التى مازالت متواجدة حتى الآن، فتمثل الأهرامات أعجوبة العجائب، استخدم فى بناء الأهرامات حوالى 2مليون كتلة حجرية، تزن حوالى 2 ونصف مليون طن 4000، وبنى فى عشرين عاما.
ولفت "الدماطى" إلى أن المؤرخ هيرودوت قال إن الأهرامات بنيت بالسخرة، ولكن هناك حفائر حديثة توضح وعى القرية التى أشرفت على بناء الهرم وكانت تعطى رواتب من زيت وملابس، وفى موسم الفيضان الكثير من الفلاحين لا يستطيعون فلاحة أراضيهم لأنهم يقومون بالعمل فى الهرم فكان الملك يعطيهم رواتب إضافية، فكان الملك خوفو يمنع البطالة نظرا لأن الهرم كان المشروع القومى للبلد.
وتطرق "الدماطى" إلى أن مصر عثرت على تمثال صغير للملك خوفو، ولكن كانت رأسه مفقودة وتم العثور على رأسه فى مدة حوالى 15 يوما، وكان بجوار هرم الملك خوفو مركب الشمس، هى مركب أسطورية استخدمها للملك خوفو للتنقل.
وتابع "الدماطى"، أن المصرى برع فى علم الفلك والهندسة والرياضيات، إذ أنه برع فى رسم النجوم و الأجرام وحركاتها، فهناك ورقة بردى تشرح حساب المثلثات، وفى معبد دندرة يتواجد برج الأسد و العقرب والحوت و برج الحمل والجوزاء، عرفها المصرى القديم، وفى الطب تتواجد بردية ايبرس تظهر براعة التحنيط ومن البراعة التى توصل إليها المصرى القديم عمل أطراف صناعية للقدم من الخشب، فتوصل الطب إلى بتر القدم وخياطته ووضع الطرف الصناعى فى القدم.
وأضاف أن الفراعنة تميزوا فى عمليات التنزه فى الصيد وصناعة النبيذ ، فالمصرى القديم لديه أكثر أنواع النبيذ، وأيضا الفراعنة أول من قاموا بعملية تسجيل الضرائب من 3 آلاف سنة.
وقال "الدماطى" إن المصرى القديم عرف الفنون والدراما المصرية، فكان الفراعنة لديهم المسرح المرتبط بالعقيدة والديانة، فهناك بردية الرامسيوم الدرامية التى تصور 46 مشهدا تتحدث عن الصراع بين الخير والشر.
وتابع "الدماطى" أن الفراعنة كانوا يمتلكون أقدم جيش فى التاريخ مزودا بالدروع والأقواس، وكان أول شهيد فى العالم كان سكننس راع الذى سال دمه فى حرب التحرير ضد الهكسوس.
وأضاف "الدماطى" أن هناك دستورا وضعه المصرى القديم وهو "ماعت" الذى نظم حركة الكون ويرسم علاقة الشعب مع الحاكم وعلاقة الناس بعضهما البعض، وأول وصلت أول شكوى وصلت للوزير الفرعونى جاءت من قبل للفلاح الفصيح، فتميزت هذه الشكوى بأدب الشكوى والحديث والخطاب.
وأشار إلى أن رمسيس الثانى كتب أول معاهدة سلام فى التاريخ عام 1258 قبل الميلاد، مضيفا أن المصرى القديم حرص على تعليم المرأة،فكتب الأديب كاجمنى "علموا المرأة يتعلم الرجل ويتعلم الشعب".