صدر فى إمارة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، العدد الأول من مجلة "الشارقة الثقافية"، وذلك بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويتم توزيع العدد الأول من المجلة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب، فى دورته الـ35، والتى انطلقت فى الثانى من نوفمبر الجارةى، وتستمر حتى الثانى عشر من الشهر نفسه.
وجاء فى افتتاحية العدد: مازالت الثقافة تشكل طوق نجاة لأمة سطرت ذات يوم مجدها الأدبى والفكرى بالرؤى والأفكار الذهبية على الرغم من الظروف التى ألمت بها، وظلت تراهن فى كل منعطف ومأزق على العقول التى تشبعت بالإرث الحضارى والإنساني، وما الرهان على الثقافة فى ظل التحولات والتغييرات إلا دليل على التشبث بالهوية والتاريخ والتراث، للعبور إلى غد خال من الجهل والأمية والتخلف.
من جهته قال رئيس التحرير نواف يونس فى مقاله تحت عنوان "السر يكمن فى من يرمي": ونحن فى مجلة الشارقة الثقافية، أحد روافد مشروع الشارقة الثقافى، نواصل دورنا بتجسير العلاقة الثقافية بين المشاهد العربية على امتداد وطننا، من خلال إفساح المجال أمام التقاء الأدباء والكتاب والمفكرين العرب على صفحات مجلتهم الشارقة الثقافية، إلى جانب تقديم التجارب الإبداعية الشابة الواعدة، وطرح القضايا الثقافية التى تهم مجتمعنا العربي، وفى الوقت نفسه التواصل مع الآخر، والتفاعل معه فكرياً وإبداعياً، مع الحفاظ على ثوابت وخصوصية شخصيتنا الثقافية بمحمولها الاجتماعى والفكرى والإنسانى.
تغطى المجلة كافة الميادين الإبداعية فى الآداب والفنون والتراث إلى جانب التحقيقات والدراسات والاستطلاعات والمتابعات الخبرية والمقالات بمشاركة كوكبة من رموز الفكر والأدب والإعلام العربي، من بينهم: د.عبد العزيز المقالح، د.خوسيه ميغل، د.صلاح فضل، د.محمد صابر عرب، د.واسينى الأعرج، نبيل سليمان، فوزى كريم د.حاتم الصكر، د.سحر خليفة، نجوى بركات، د.سعيد بنكراد، منصف المزغنى.
ويتضمن العدد الأول إضاءة على كتاب "أوروبا الإسلامية" الذى يكشف حقيقة العلاقة بين أوروبا والإسلام بقلم عبده وازن، وحواراً مع المستعربة الإيطالية إليزابيتا بارتولى التى تقول "أبحث عن الأعمال التى تنصف العالم العربى" إضافة إلى وقفة مع مشروع عبد الكبير الخطيبى التنويرى وتجديد الفكر الإبداعى.
ويواكب العدد الفعاليات الثقافية والأمسيات الأدبية والشعرية التى تنظمها بيوت الشعر فى عدد من العواصم والبلدان العربية تنفيذًا لمبادرة سلطان القاسمى، ويفرد مساحة لعدد من القصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب.
فيما تولى المجلة اهتماما خاصا بالشعر والأدب الشعبى لما يشكله من كنز معرفى وثقافى وموروث حضارى متميز، وتضم حواراً مع الشاعر سيف السعدى الذى أكد أن الشاعر إعلامى ومؤرخ، وتدخل المجلة إلى كهف الهوتة فى سلطنة عمان الذى شكلته عوامل الطبيعة، وترصد ملتقى الشارقة الدولى للراوى.
تخصص المجلة باباً تحت عنوان "أمكنة وشواهد" ويتضمن تحقيقا حول القصباء، التى تعد ملتقى الكتاب والأدباء، وتلقى الضوء على سرود عربية تحت سماء بلجيكا.
يتابع العدد الأول المشهد الثقافى ويرصد قضايا وهموم الثقافة العربية فيقدم فى باب "أدب وأدباء" إطلالة على مشروع الشارقة الثقافى الذى تحول إلى العالمية فى وجود حاكم مثقف بقلم محمد غبريس.
ويكتب الروائى واسينى الأعرج عن ميراث جورج أورويل فى مواجهة الأيديولوجيات النفعية، ويطرح الناقد والروائى نبيل سليمان أسئلة الهوية فى الرواية النسائية السودانية، كما يضم تحقيقا حول أكشاك الكتب التى تضىء أرصفة عمان، ووقفة مع كليف جيمس شاعر محكوم بالحياة على أعتاب الموت بقلم زياد عبد الله.
كذلك يحتفى العدد بذكرى مرور 400 عام على رحيل شكسبير ويحاور الفنان عبد الله صالح الذى تكللت مسيرته بالنجاح بعد عناء ومشقة، فيما يكتب الشاعر والناقد العراقى فوزى كريم عن الفضائل الموسيقية، وتتوقف الدكتورة أميمة أحمد عند مهرجان الجزائر الدولى للفيلم، ويقدم الفنان والناقد محمد العامرى إضاءة على تجربة التشكيلى أكسم طلاع، ويحتفى بالفنان الراحل حسن شريف الذى عبر عن موقفه الفكرى بفن مبتكر وجاد.