نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "كيف أصبحت كاتباً محترفاً؟"، في ملتقى الأدب على هامش فعاليات المعرض، قام من خلالها عدد من الأدباء و الكتاب عرض تجاربهم المختلفة ورحلتهم في الأدب، وتحولهم إلى كتاب محترفين، تلك التجارب عرضها كل من الكاتب الفلسطيني محمود شقير، والكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي، والكاتب الكندي تيري فالس.
الندوة التي أدارتها الإعلامية دينا قنديل، كشفت عن لحظات الميلاد التي عاشها الأدباء المشاركون في الندوة، وطبيعة الطقوس التي يعتمدونها خلال الكتابة، والجوانب التي أثرت في حياتهم وقادتهم لاحتراف الكتابة والتأليف.
من جانبه أشار الروائي محمود شقير إلى أن بداياته تعود إلى 1962، حيث بدأ بكتابة القصة القصيرة، ونشرها في مجلة الأفق الجديد المقدسية، ثم تحول بعدها ناحية المقال السياسي تحت أسماء مستعارة التي كان ينشرها في عدد من الصحف الفلسطينية الصادرة في القدس والمناطق المحتلة عام 1948، ولكنه سرعان ما عاد إلى دائرة الأدب مجدداً، عبر تدعيم موهبته بالقراءة لكبار الكتاب العرب والغرب مثل انطون شيخوف ويوسف ادريس، حيث ساهمت هذه القراءات بصقل قدراته.
وأوضح شقير أن تجربته الأولى مع الاعتقال، قد فتحت أمامه الفرصة لأن يكتب داخل المعتقل. وقال: "خلال اعتقالي في المرة الأولى، صدرت لي أول مجموعة قصصية عن دار صلاح الدين للنشر في القدس، وحملت عنوان "خبز الآخرين"، وقد لقيت هذه المجموعة نقداً جيداً". وتابع: "اعتقلت للمرة الثانية في 1974 وحينها تم ابعادي إلى بيروت، وهناك وجدت طعماً آخر للثقافة، وتم استقبالي بصدر رحب، خاصة وأن كتابي "خبز الآخرين" كان قد سبقني إلى هناك، وهناك أصدرت مجموعتي الثانية".
و من ناحيتها أوضحت الكاتبة فاطمة المزروعي أن هناك مجموعة من العوامل التي أثرت على تجربتها وساهمت في صقلها، وقالت: "بدأت الكتابة في سن مبكرة، وأول تجربة نشرت لي كنت في سن السابعة عشرة". وأضافت: "جدتي كانت العامل الأساسي الذي أثر على كتابتي، فمن خلالها كنت استقي الحكايات واعيد رسمها في مخيلتي ووضع النهاية لها وفق تصوري، إلى جانب ذلك لعبت القراءة وارتيادي لمكتبة المدرسة، أيضاً دوراً مهماً في هذا الشأن، فقد ساعدني ذلك في فتح الأفاق أمامي، خاصة وأنني كنت أطلع على روايات أكبر من عمري الحقيقي".
وتابعت: "النقد السلبي الذي حصلت عليه من أحد النقاد حول تجربتي القصصية الأولى، شكلت حافزاً مهماً لي، لأن أواصل وأن أبدع، وأتعلم كافة فنون الكتابة على اختلاف أشكالها، حيث اكتب الرواية والقصة والنقد والمقال وغيرها". وأشارت إلى أنها اعتادت أن تستوحي قصصها من واقع الحياة اليومية، ومن الأماكن التي ترتادها باستمرار، وبينت أنها لم تفكر يوماً في الشهرة، بقدر ما تفكر بكيفية الكتابة بروح إنسانية.
أما الكاتب الكندي تيري فالس، فأشار إلى أن تجربته في الكتابة الابداعية بدأت عندما كان في سن 44، وقال: "قبل تحولي إلى الكتابة الإبداعية، مارست كافة أشكال كتابة الخطابات وبيانات العلاقات العامة والتقارير الصحافية، كما عملت أيضاً في السياسة، وهذا ساعدني في تكوين رأي خاص في السياسة، وحاولت أن أقدمه ضمن كتاباتي الإبداعية التي عادة ما أنحنى فيها نحو الكوميديا والكتابة الساخرة". وأشار إلى أنه أصدر حتى الآن 5 روايات، ولا يزال يعكف على السادسة. وقال: "هناك الكثير من الكتاب ليسوا متفرغين تماماً للكتابة، ولكي ينجح الكاتب في مهنته فهو بحاجة لأن يمارس عادة الكتابة بشكل مستمر، وأن لا ينتظر ردة فعل الآخرين حول ما يكتب".