مذبحة ارتكبت فى كينيا فى حقبة ما قبل التاريخ تمثل شاهدا على أقدم حرب

كما قال الشاعر الاسكتلندى روبرت بيرنز الذى عاش فى القرن الثامن عشر الميلادى، إن همجية الإنسان ضد أخيه الإنسان ليست بالأمر الجديد.

قال العلماء، أمس الأربعاء، إنهم توصلوا إلى أقدم الشواهد على نشوب حروب بين البشر عبارة عن حفريات لمجموعة من الناس قتلوا بأيدى فرقة من المهاجمين بأسلحة منها السهام والهراوات والحجارة ذات الحواف الحادة بعد التنقيب على شواطئ بحيرة فى كينيا، وترجع هذه الحفريات إلى عشرة آلاف عام.

واكتشفت فى منطقة تسمى ناتاروك تبعد 30 كيلومترا إلى الغرب من بحيرة توركانا بشمال كينيا حفريات تخص 27 شخصا من العصر الحجرى الذى شاعت خلاله حضارة الإنسان الذى عاش آنذاك على الصيد وجمع الثمار.

وعثر على حفرية رجل ولا تزال ترقد بجمجمتها صفيحة حادة من الزجاج البركانى الأسود الذى يسمى أوبسيديان ووجدت جروح برجل آخر ناجمة عن ضربتين فى الرأس ربما كانتا بهراوتين ما أدى إلى تهشم جمجمته، وعثر أيضا على امرأة فى شهور الحمل الأخيرة يبدو أنها كانت مقيدة الأيدى والأقدام.

وأصيب الضحايا أيضا بجروح ناجمة عن تعرضهم للضرب بأجسام حادة فى العنق والجمجمة والأيدى والركب والضلوع.

وقالت مارتا ميرازون لار عالمة الأحياء القديمة بجامعة كمبردج، إن هذه الشواهد توضح أن هؤلاء الأشخاص كانوا يصيدون الحيوانات والأسماك ويجمعون الثمار القابلة للأكل وقد تعرضوا للذبح فى هجوم عمدى على أيدى مهاجمين ربما كانوا من منطقة أخرى.

وأضافت ميرازون لار "إنه اعتداء بدنى وحشى قاتل بنية قتل هؤلاء الأفراد ممن كانوا قد أبدوا دفاعا أو شنوا هجوما مضادا أو ربما كان لا يعنيهم أمرهم فى شىء سواء كان رجلا أم امرأة فى شهور حملها الأخيرة وسواء كانوا صغارا أم كبارا".

ونشأ الجنس البشرى قبل 200 ألف عام فى إفريقيا وكان معظم العلماء يرى أن الحرب نشبت لأول مرة قبل وقت انتشار جماعات ناتاروك، عندما بدأ الإنسان فى تشكيل مجتمعات مستقرة بدلا من القبائل الرحل وأنشطة الصيد وجمع الثمار.

وأوضحت ميرازون لار أن حفريات ناتاروك "تثير أسئلة عما إذا كانت الحرب جزءا من التجربة الإنسانية فى وقت أقدم مما كان يعتقد من قبل".

وقالت، إن تدبير هجوم مزمع يشير إلى أن الموارد التى كانت لدى شعب ناتارك -وربما كان بينها الماء واللحم المجفف والأسماك والمكسرات وأيضا النساء والأطفال- تعتبر ثمينة.

وقالت إنه عثر على حفريات 21 بالغا وستة أطفال -معظمهم دون السادسة من العمر- ولم يعثر على بالغين أكبر سنا "سواء نجحوا فى الهروب أو وقعوا فى الأسر وهو ما لا يمكن أن نعرفه".

وأضافت "فى نهاية الأمر كانت جميع المذابح بشعة، كم من الأمثلة لدينا من تاريخنا الحديث والمعاصر؟ لكن العثور على بقايا مجزرة بين الهياكل العظمية لأناس من الصيادين وجامعى الثمار أمر فى غاية الإثارة".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;