من السبب وراء ما يحدث فى أوروبا فى الأيام الأخيرة، كثير من الدول غيرت ثقافتها تجاه اللاجئين، فهل كانت تصرفات اللاجئين، هى السبب، أم أن الشو الإعلامى قد انتهى وبدأت مرحلة جديدة؟
شهدت مدينة هيش الواقعة شرق هولندا، مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على مشروع لإقامة مركز لاستقبال اللاجئين، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.
ووقعت هذه المواجهات بعد ساعات من دعوة النائب المنتمى إلى اليمين المتطرف غيرت فيلدز إلى سجن المهاجرين فى مراكز استقبال، من أجل حماية النساء اللواتى "يتعرضن لاعتداءات شبيهة بالتى حصلت ليلة رأس السنة فى كولونيا بألمانيا"، بحسب تعبيره.
وتجمع حوالى ألف شخص أمام مقر البلدية للاحتجاج على اجتماع عام يهدف للاستعداد لاستقبال خمسمئة مهاجر خلال السنوات العشر المقبلة، وقام عشرات منهم برشق مبنى البلدية بالبيض والمفرقعات، قبل أن تفرقهم قوات الشرطة بحسب وكالة الأنباء "أى أن بى".
وكانت الشرطة الهولندية قد استخدمت الغاز المدمع فى مدينة غيلدرسمالين فى ديسمبر الماضى لتفريق محتجين على خطة لإقامة مركز لاستيعاب 1500 لاجئ. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المشهد تكرر فى عدد من القرى والبلدات فى هولندا.
من ناحية أخرى أكد وزير المالية النمساوى هانز يورغ شيلينغ أن حكومته ستقر خلال أيام إجراءات لتشديد التدابير الأمنية على الحدود وجعلها "أقل جاذبية" للمهاجرين، وتجتمع الحكومة غدا مع قيادات إقليمية ومحلية لبحث التعامل مع موجة الهجرة إلى أوروبا عبر البلقان والنمسا.
وقال شيلينج، المحافظ، على هامش مؤتمر "يورومونى" فى فيينا إن "هناك مجموعة إجراءات لتأمين الحدود، وتدور حول مناقشة الحد الأقصى لعدد المهاجرين"، مضيفا أنه «سيطلب من الاتحاد الأوروبى مجموعة تدابير وإجراءات فى شأن كيفية جعل النمسا أقل جاذبية".
ودخل مئات الألوف من المهاجرين النمسا منذ فتحت هى وألمانيا حدودهما فى أوائل سبتمبر الماضى، وانتقل القسم الأكبر منهم إلى ألمانيا بينما فضل البعض البقاء، واتخذ وزراء من "الحزب الاشتراكى الديمقراطى" وشريكه فى الائتلاف "حزب الشعب" موقفا متشددا.
وزاد التأييد "لحزب الحرية" اليمينى الذى أصبح الآن أكثر أحزاب النمسا شعبية، ما أضر بالحزبين الرئيسين فى الانتخابات المحلية العام الماضى.
ودعا وزراء بارزون من حزب "الشعب" إلى فرض حد أقصى لعدد المهاجرين، وتقدم حوالى 90 ألف شخص بطلبات لجوء العام الماضى أى أكثر من واحد فى المئة من عدد السكان، ويقول محافظون إن النمسا لا تستطيع إلا أن تستقبل عددا إضافيا محدودا.
ويعارض تيار يسار الوسط مثل هذه الخطط، لكن المستشار فيرنر فايمان وهو من «الحزب الاشتراكى الديموقراطي» دعا فى الفترة الأخيرة إلى تسريع إجراءات الترحيل، ورفض استقبال المزيد من "المهاجرين لأسباب اقتصادية».
وأثار تشديد ألمانيا للرقابة على حدودها مخاوف من تكدس المهاجرين فى النمسا وردت فيينا على إجراءات ألمانيا بإجراءات خاصة بها، وقال الوزير شيلينغ حين سئل عن التنسيق بين النمسا وألمانيا فى أزمة المهاجرين إنه "فى الوقت الحالى الوضع كما هو، لكن ماذا سيكون موقف أوروبا إذا قررت ألمانيا إغلاق الحدود".