صدر حديثاً عن دار الفارابى للنشر، فى بيروت، رواية بعنوان "نجمة المقهى" للكاتبة والصحفية والشاعرة اللبنانية عواطف الزين، وهى عبارة عن سيرة سردية لأسرة جنوبية تتنقل بين بيروت والجنوب فى مرحلة الستينيات والسبعينات.
وتستعرض عواطف الزين فى روايتها أحداثًا سياسية واجتماعية وتاريخية مرتبطة بواقع تلك الأسرة التى تشكل نموذجًا للحياة فى جنوب لبنان فى تلك المرحلة التى عانى فيها أهل الجنوب من الحرمان نتيجة لتخلى الدولة عنه بصورة شبه كلية قبل أن يصبح فيما بعد رمزًا للنضال ومقاومة الاحتلال الإسرائيلى على مدى سنوات طويلة.
تقع الرواية فى حوالى 250 صفحة موزعة على خمسة فصول تسلط الضوء من خلال شخصية "هناء" على ذلك الواقع وتفاصيله فى تلك الحقبة من الزمن وتؤرخ بأسلوب سردى ليوميات الحارة الجنوبية من خلال قرية تدعى "نجمة الصبح" حيث تختصر هذه القرية كل مظاهر الحياة فى الجنوب، الذى هاجر الكثير من أهله إلى إفريقيا فى وقت مبكر من القرن العشرين بحثًا عن الرزق.
كما تستعرض الرواية جانبًا من العلاقات الإنسانية على الصعيد الاجتماعى والعاطفى وثنائية الذكر والأنثى التى تبدو بوضوح فى أسلوب التربية فى ظل عادات وتقاليد محافظة تسقط الكثير من حقوق الأنثى فى بوتقة الذكر الذى يمتلك قراره وخياراته بينما لا تجد الأنثى إلا نادرًا من يقف بجانبها تحقيقا لطموحاتها أو كشفا لمواهبها أو سعيا لمساواتها بالرجل، كما تسلط الرواية الضوء على نشوء حركات سياسية وأحزاب ومجموعات إلى جانب ظهور المقاومة الفلسطينية فى جنوب لبنان.
هذه الرواية هى الكتاب رقم 11 للكاتبة عواطف الزين التى قدمت مجموعة من الإصدارات فى مجالات القصة القصيرة والمقالة النقدية وأدب الاحتلال والرواية التسجيلية وغيرها من بين هذه الإصدارات "عزيزى النابض حبا"، "لو ينطق البحر"، "زمن الصداقة الآتى"، "أوراق امرأة"، "الثقافة وطن"، "أوراق ملونة"، "كل الجهات الجنوب"، "أنا وحكايا النجوم"، "وجوه للإبداع" وغيرها.