أعلنت جامعة نيويورك أبوظبى عن قيام مجموعة من العلماء بالجامعة بتطوير نموذج نظرى جديد ومتقدم يتضمن توقعات دقيقة عن توقيت بدءا من ظاهرة "النينو" المناخية فى وسط المحيط الهادئ، والتى باتت من الظواهر الأهم فى تغير المناخ العالمى.
ونشر مؤخراً كل من البروفيسور أندرو ماجدا، أستاذ الرياضيات والباحث الرئيسى فى مركز محاكاة النماذج المناخية التابع لجامعة نيويورك أبوظى، ونان شين، باحث ما بعد الدكتوراه فى معهد كورانت للعلوم الرياضية التابع لجامعة نيويورك أبوظبى، ورقة علمية تقدم شرحاً مفصلاً عن اللغز الحقيقى حول حدوث ظاهرة "النينو" المناخية.
وتعتبر ظاهرة "النينو" المناخية من حالات الشذوذ المناخى التى يشهد خلالها سطح البحر فى المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ ارتفاعاً فى درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي، الأمر الذى يزيد من تقلبات ضغط الهواء وارتفاع منسوب المياه ويؤثر على المناخ العام عبر مسافات شاسعة، وهى ظاهرة يمكن أن تمتد لسنوات وزاد معدل تكررها خلال الخمس وعشرين عاما الماضية، وفقاً للبروفيسور أندرو ماجدا.
وفى تعليق له على نتائج عملية البحث وإطلاق النموذج الخاص بالكشف عن ظاهرة "النينو"، قال البروفيسور أندرو ماجدا، لقد بدأنا النموذج النظرى بشكل بسيط وقمنا بإضافة كافة المعلومات التى حصلنا عليها من خلال عمليات الرصد فى السنوات الماضية، ووجدنا بأن عملية الانتقال غير الخطى لدرجة حرارة سطح البحر يمثل عنصراً مهماً للغاية، وذلك بالإضافة إلى الرياح الضاربة والمستمرة التى تؤثر بشكل مباشر على حركة الرياح العشوائية خلال ظاهرة النينو.
ومع تضمين جميع هذه العوامل، أطلق البروفيسور ماجدا نموذج يمثل محاكاة واضحاً لظاهرة "النينو" والتى حدثت خلال الأعوام 1990-1995 و2001-2006، حيث يقدم هذا النموذج للجميع وسيلة لمعرفة ما يحتاجونه عن الظاهرة، فالنماذج التشغيلية الحالية تمتلك عدداً من الصعوبات فى تجميع الملامح الرئيسية للظاهرة باستثناء النماذج الشهيرة فقط.
كما حذر "ماجدا"، بأن التنبؤ العملى الدقيق يتطلب المزيد من التطوير على النموذج الحالى مع زيادة متطلبات التعاون مع المجتمعات التشغيلية والمراكز العالمية الرئيسية، مثل المراكز الأمريكية الوطنية للتنبؤات المناخية، ومختبر ديناميكيات السوائل الجيوفيزيائية فى جامعة برينستون والمعهد الهندى للأرصاد الجوية الاستوائية.
وأشار ماجدا إلى إمكانية تحقيق تنبؤات علمية حقيقية لظاهرة "النينو"، الأمر الذى يتطلب جهوداً حثيثة ولسنوات عدة، كما أن التنبؤات الموثقة وطويلة المدى على الرياح الموسمية تحمل آثاراً اجتماعية ضخمة لا سيما فى مجال الزراعة وتجهيزات الإغاثة فى حالات الكوارث والتخطيط للجفاف وغيرها الكثير من المجالات.