بين حين وآخر، دائماً ما تتعرض حكومة الكيان الصهيونى لانتقادات من المتدينين اليهود ومن يمثلونهم فى الكنيست والائتلاف الحكومى تصل إلى حد التهديد بإسقاط الحكومة، أو المطالبة بإقالة وزير، نظراً لاختراق حرمة يوم السبت بحسب الديانة اليهودية.
وفى ظل الحرائق الضخمة المندلعة منذ أربعة أيام وسط وشمالى الأرض المحتلة، صرح عدد من حاخامات "الصهيونية الدينية العليا" أن سبب الحرائق الهائلة حاليا هو غضب الرب بسبب انتهاك "حرمة السبت".
كما كان ليوم السبت حكاية مأساوية عند صهاينة إسرائيل بعد قيام حرب التحرير المصرية فى أكتوبر 1973 يوم سبت، الذى تزامن مع عيدهم المسمى بيوم الغفران.
أما عن حرمة يوم السبت، فقد ذكرت فى القرآن الكريم، فى الآية الكريمة التى جاءت فى سياق الحديث عن بنى إسرائيل: "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِى السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ".
وقصة اعتداء بنى إسرائيل فى يوم السبت أن الله عز وجل أمر موسى بيوم الجمعة وعرفه فضله، كما أمر بذلك سائر الأنبياء، فذكر ذلك موسى لبنى إسرائيل وأمرهم بالعبادة والخشوع فيه، فتعدوه إلى يوم السبت، فأوحى الله إلى موسى أن يدعهم وما اختاروا، فامتحنهم فيه بترك العمل وحرم عليهم الصيد فيه.
فكانت الحيتان تخرج يوم السبت ولا تخرج الأيام الأخرى، فاحتالوا لها أول الأمر فحبسوها يوم السبت وأخذوها يوم الأحد، فاهمتهم فرقة منهم عن هذا العمل فتمادوا، ومع مرور الوقت اصطادوها يوم السبت علانية فنهاهم المتقون منهم، لكنهم رفضوا، وقالت فرقة أخرى "لم تنتهك الحرام" لم تعظون قوماً الله مهلكهم، فلما فعلوا المنكر علانية عاقبهم الله تعالى بالمسخ، فتحولوا إلى قردة خاسئين أذلة صاغرين.
ويقول المفسرون: ونجى الله تعالى الذين كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأهلك بقيتهم بما فيهم الذين لم يرتكبوا المنكر، لكنهم يبعثون يوم القيامة على نياتهم، كما فى حديث زينب بنت جحش فى الصحيحين: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".
وقال ابن عطية: كانت قرية يقال لها أيلية على شاطئ البحر، وقيل كان ذلك زمن داود، وقصة أهل القرية ذكرت مفصلة فى سورة الأعراف، حيث يقول الله تعالى: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ".