عبد المعطى حجازى: لا نملك الوعى لنفهم ما نحن فيه الآن ولا ملجأ إلا الشعر

قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، إن وضعنا الآن أسوأ مما نتصور، لأننا لا نملك حتى الوعى الذى نستطيع أن نتصور ما نحن فيه، ولن يمكننا ذلك إلا بالشعر، فهو الملجأ الوحيد لنا، ولذا علينا أن ننقذ الشعر. جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات الدورة الرابعة من عمر ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، وذلك بحضور وزير الثقافة، الكاتب حلمى النمنم، وعدد من قيادات وزارة الثقافة. ويحضر الحفل عدد من الشعراء والنقاد المصريين والعرب، وتعقد هذه الدورة تحت عنوان "ضرورة الشعر/ دورة محمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفى مطر"، ويستمر أربعة أيام بمشاركة شعراء ونقاد من 13 دولة. وقال أحمد عبد المعطى حجازى: حين نلتقى لنتحدث عن ضرورة الشعر نعبر عن هاجس يلح علينا وعلى غيرنا من شعراء العالم، والمهتمين فيه بالشعر، وبما يمثله لهم، ويعنيه، هل يمكن أن يموت الشعر؟، فى القرن الماضى، والذى سبقه، توالت الكشوف العلمية، وأصبحت الطبيعة والتاريخ والإنسان والجسد والعقل والنفس ساحات مفتوحة للكشف والتنقيب وازدهرت الصناعة والتجارة وصار العالم كله شبكة مترابطة من المصالح فى كل شىء، ووجد المثقفون الأوروبيون والشعراء أنفسهم خارج هذا العالم، الذى لم يعودوا يعرفونه، وأخذوا يتحدثون عن ضياع الحقيقة، ومنهم من تحدث عن ضياعه هو وافتقاده لنفسه التى لم يعد يستطيع التعرف عليها. وأضاف "حجازى" نحن الآن فى وضع شبيه بذلك الوضع الذى شعر فيه الرومانتيكيون بالاغتراب الشديد، وبالتالى كان وضعنا أشد، لأننا خرجنا من عالمنا فى القرن الواحد والعشرين، وعالم الآخرين الذى سقطت شعاراته ولا تزال انهياراته تتواصل لنقف على باب المجهول الذى لا نعرف أوله من آخره، ولا نستطيع أن نسميه، مجهول من انتصارات كاذبة، وأجهزة استعنت عن الإنسان الذى يقف الآن وحيداً فى فراغ صامت ومن حوله وسائل الاتصال التى فقد بها الاتصال، لهذا نتحدث اليوم عن ضرورة الشعر، لأننا فى أشد الحاجة إلى الشعر، ولأن كل ما فى العالم الآن يحاصر الشعر ويخنقه، وليس الشعر وحده هو المحاصر، بل اللغة والحب والصداقة، ولسنا بعيدين عن هذا العالم، فنحن منه، وربما كان وضعنا أسوأ لأننا لا نملك حتى الوعى الذى نستطيع أن نتصور ما نحن فيه، ولا نقوم بالمشاركة فى البحث عن عالمنا القادم، بل اندفعنا فى البحث عن ماضينا والعنف الدموى والأنظمة المستبدة، والانتحار الجماعى الذى نعيشه فى كل مكان، ولا ملجأ لنا إلا أن نعود إلى أنفسنا، وأن نسترد وعينا بواقعنا، وأن نتحدث مع قلوبنا، ولا ملجأ لنا إلا الشعر، لنتخلص به من الكراهية بيننا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;