عبد السلام المسدى: الشعر يجر أثقال الماضى والرواية نأت بنفسها عن السلطان

قال الناقد الكبير الدكتور عبد السلام المسدى، إن الشعر العربى يجر أثقال الماضى، وأشهرها المدح، أما الرواية فتنئ بنفسها وبصاحبها عن عتبات السلطان، ولهذا تحتمت مراجعات فكرية فى مجال الإبداع، وانفجرت نواة فى الإبداع الشعرى، وانتقلنا من مقولة الشعر إلى مقولة القصيدة، وتمت الإطاحة بقوالب القصيدة لإعلاء قيمة الشعر ذاته، والتعبير عن الموقف من قضايا الوجود. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى التى عقدت ظهر اليوم، الأحد، ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، فى دورته الرابعة، وناقشت الجلسة محوراً بعنوان "التجليات الشعرية عند محمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفى مطر"، ورأس الجلسة الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق. وقال أحمد درويش يتجسد جانب من أزمة تلقى الشعر فى غير المثقف العام، أمام الجهد الذى يبذله أحياناً بعض النقاد، لإحلال النص الشعرى محله الذى يتصور رؤية ملائماً له بنى شرائح القراءات النقدية الحديثة من ناحية، واستحضار تفاصيل الشريحة المختارة أدواتها لطرحها بين يدى النص ومن أمامه ومن خلفه وخلال الاستفسار ببعض جزئياته، وهذا النهج الذى يسود فى المقالات العلمية المتخصصة، وفى الرسائل الجامعية قد يظهر بعض جوانب إلمام الباحث بتاريخ النقد الأدبى وتاريخ الوسائل والتقنيات المبلغة فيه، ولكنه يؤدى فى النهاية غالباً إلى أن يظهر النص الأدبى تحت ركام تفاصيل تاريخ التقنيات وإعلامها، وإخفاء الملامح الفنية الحقيقية الحيوية للنص فى لحمها الحى ومها المتدفق، حتى وإن نجحت هذه النفسات فى أحيانٍ قليلة فى رسم خريطة لهيكله العصبى والعظمى؛ لأنها قد يبدو فى نهاية المطاف، أنها متشابهة مع خرائط النصوص الأخرى، وأن الجسد الذى بذلته هذه القراءات بالارتكاز على وسائل تجلية النص، وقد أضاع فى الواقع جزءاً كبيراً من الغايات المتمثلة فى الوصول إلى جاذبية روح النص. أما الدكتور عبد الناصر حسن، فقال: إن تطورات الحداثة فى بنية الشعر العربى الجديد قدمت لنا أنموذجًا ناجحاً ومنجزاً فنياً مبشرًا، يجعل من هذه البنية الشعرية أمرًا واجب التأمل والدراسة. وأضاف: ولقد كان تمثل الشعر الجديد للحداثة والتفاعل معها مرهوناً بعدد من الشروط بحيث يمكن القول إنها متى توفرت يمكننا أن نعيد إنتاج هذه الحداثة مرة أخرى فى أبنية مختلفة تسير موازية للبنية الفنية فى المجتمع مثل البنية السياسية والبنية الاجتماعية والبنية الاقتصادية. وتابع "حسن": ولعل من أهم هذه الشروط التى توفرت لحركة الشعر الجديد، تلك التى بدأت فى منتصف القرن المنصرم، حوالى 1947 ما يمكن أن نطرحه فى النقاط الآتية: أولاً: الإيمان بالذات والوعى الكامل بماهيتها ثانياً: المناخ السياسى العام الذى احتضن بنية الفن بعامة والشعر بخاصة كان مناخاً يتميز بالأفكار التحررية وما واكبها من توالى حركات الاستقلال الوطنى. ثالثاً: الانفتاح على الآخر الغربى دون إحساس بالدونية تجاه منجزه الحضارى انطلاقاً من أنه تراث عالمى شاركنا فيه بشكل أو بآخر على مر التاريخ. رابعاً: بلورة رؤية مستقبلية واضحة المعالم، استطاعت أن تقود حداثة الشعر العربى بشكل متطور، وأن تعكس هموم الإنسان العربى، وأن تجسد آماله، وأن تكون صورة ترتسم فيها معالم المستقبل المأمول. خامساً: محاولة تقريب المسافة بين الوعى القائم والوعى الممكن عبر تفاعل الفن مع الحياة بكل صورها وأشكالها. قال الشاعر العراقى على جعفر العلاق، إن تلاعب الشاعر المصرى الكبير الراحل محمد عفيفى مطر بالقصص القرآنية، أثبت قدرته العالية على تكييف الموروث الدينى للتعبير عن انخراط الشاعر فى دوامة اللحظة الراهنة وشهادته عليها. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى التى عقدت ظهر اليوم، الأحد، ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، فى دورته الرابعة، وناقشت الجلسة محوراً بعنوان "التجليات الشعرية عند محمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفى مطر"، ورأس الجلسة الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق. وقال على جعفر العلاق: إن شعر محمد عفيفى مطر يمثل سجلاً باهراً للتطابق الفذ بين الواقع والمخيلة، فلم يكن الحاجز صلداً بين حياته الشخصية ومادة شعره، كان الحضور الواقعى كبيراً لعناصر ماثلة من حياته، كان فلاحًا بأشد المعانى واقعية وبأكثرها رمزية ونبلاً أيضًا. وأضاف على جعر العلاق: وهكذا فإن حياة الشاعر وقصيدته كلتيهما تنبثقان من الأرض وتغوصان فى طمى أنهارها، وكانت كلتاهما تتوجهان، بعمق ولوعة، إلى سماء من المعانى الرفيعة، والحنين الدافىء المعذب إلى المطلق والقصى والمترفع عن مرذول القول، مستنداً فى ذلك إلى التزام بالحياة ومكابداتها من جهة، وفهم للتراث بكل تجلياته من جهة أخرى. وأوضح "العلاق" أن شعر محمد عفيفى مطر يستند إلى كثافة فنية ولغوية شديدة، وإلى استثمار عميق للموروث الحكائى والرمزى والصوفى، إلى حد أن ذلك قد ترك أثره واضحاً على صلة قصيدته بالقارىء، فلم يكن تلقيها أمراً ميسوراً على الدوام. وأوضح "العلاق" أن محمد عفيفى مطر استثمر القصص القرآنى، مثلما جاء فى قصيدته "رعوية الفتى الغريق"، إلا أنه فى استثماره لها لم يتعامل مع قصة يوسف كتلة واحدة، إلا أنه استطاع أن يتلاعب بوحداتها، وأن يستخلص منها مادة تتكىء على الإطار الأساسى للقصة دون التقييد بمطاردة التفاصيل وتشبعات الأحداث ومآلاتها المختلفة. وأضاف "العلاق": غير أن ما أبقاه محمد عفيفى مطر من تفاصيل هذه القصة القرآنية المؤثرة، كان كافياً للوفاء بهدف الجمالى والفكرى، وكان ينبئ عن عقلية شعرية شديدة الذكاء، وقدرة عالية على تكييف الموروث الدينى للتعبير عن انخراط الشاعر فى دوامة اللحظة الراهنة وشهادته عليها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;