تسببت المشادات التى حدثت اليوم، خلال اجتماع لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، لتعديل بعض أحكام قانون عقوبات قضايا النشر الخاصة بخدش الحياء العام، بإثارة غضب المثقفين والأدباء، حيث اتهم النائب مصطفى أبو المعاطى بعض أعمال الأديب الراحل نجيب محفوظ بأنها "خادشة للحياء".
قال الشاعر أحمد سويلم، إن إطلاق مثل هذه الاتهامات تؤكد أنها ناتجة عن جاهل لم يقرأ شيئاً لنجيب محفوظ، فنحن تعلمنا منه وتربينا على أدبه ولم نشعر يوماً بخدش حياء أو ابتذال فى أسلوبه.
وأضاف "سويلم"، أعتقد أن نجيب محفوظ يشكل قلق لبعض الأشخاص، يتحدثون عنه دائماً ويتهمونه بالكفر فى رواياته، وهذا ليس جديداً عليهم، ولن يغير من أن "محفوظ" مثال صادق للرواية العربية التى تتناول الواقع، وتتناول سلوكيات البسطاء والحارة العربية، ولن يغير أيضاً من التميز الذى تميز به عن غيره واستحق على ذلك جائزة.
وتابع الشاعر أحمد سويلم قائلاً "أما مسألة خدش الحياء فهى نسبية، إما بالكلمة أو الوصف، ولها مواصفاتها، فلا يمكن أن نطلق جزافا على أى عمل فنى يخاطب المشاعر و ينقل الواقع الذى يعايشه البشر بأنه خادش للحياء".
ومن جانبه قال الشاعر محمد حواس، مدير النشر بدار ضاد، إن مثل هذا الفكر يسىء للأدب والثقافة المصرية، ويدل على جهل كبير بعبقرية كاتب مثل نجيب محفوظ، وجهل بالثقافة عامة، حيث أن ذلك النائب صنف أعمال الأديب الراحل من وجهة نظره الضحلة.
وأضاف "حواس"، نجيب محفوظ خلق ثورة وحضارة أدبية مازلنا حتى اليوم نتعلم منه ومن أعماله، فهو يعد واحد من الأهرامات فى عالم الأدب، فلا يصلح أن يأتى شخص مجهول يتكلم عنه ببساطة وعدم منطقية، و يجب أن نقارن بما حققه "محفوظ" من تكريمات عالمية باسم مصر وبما قدمه من أدب، وما قدمه ذلك المجهول لنعلم إن رأيه بلا قيمة.
أما الكاتب و الروائي أحمد سعيد، فأشار إلى أن ذلك الهجوم يعد تعدى على حرية الإبداع، و يدل على حكم عدواني على إبداعات "محفوظ"، فهناك فرق كبير بين قول "هذه كتابات لا تعجبنى" و قول "هذه كتابات لا تعجبنى، ويجب محاسبة كاتبها"، فذلك يحول الرأي إلى هجوم ضد الحرية.
وأضاف "سعيد"، الأدب دائماً قيّم نفسه، ومع الوقت يلفظ رديئه، فلو كان أدب نجيب محفوظ خادشا للحياء كما قيل، ما كان ليستمر كل تلك السنوات.