شهدت المائدة المستديرة التى عقدت ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، فى دورته الرابعة، مساء أمس، حالة من الجدل بسبب استمرار الناقد الكبير الدكتور محمد عبد المطلب، مقرر لجنة الشعر، فى المجلس الأعلى للثقافة، ومقرر الملتقى للشاعرة المصرية غادة نبيل، خلال قيامها بإلقاء كلمة عبرت فيها عن عدد من الانتقادات الموجهة لهذه الدورة من عمر الملتقى.
ومنذ أن بدأت غادة نبيل كلمتها، خلال جلسة "الشعر والمستقبل"، استمر الدكتور محمد عبد المطلب، فى مقاطعة غادة نبيل، وطالبها بالحديث عن الشعر، ومحور الجلسة، على الرغم من كون كلمتها فى صلب الموضوع وهو الشعر نفسه، وهو ما ذكرته غادة نبيل، فى شهادة كتبتها ونشرتها على صفحتها الرسمية فى موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وفيما يلى نصها:
نص شهادة الشاعرة غادة نبيل حول مشاركتها فى ملتقى القاهرة الدولى للشعر
فى ندوة أو جلسة "الشعر والمستقبل" اليوم ضمن أواخر فعاليات ملتقى القاهرة الرابع للشعر العربى، فى المجلس الأعلى للثقافة قلت: أشكر الشاعر الدكتور حسن طلب والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، على إشارتهما فى كلمتيهما لتربص "رجل الدين" و"رجل الأخلاق" بالأدب رغم عم خوضهما فى تفاصيل حصار الحرية ضمن ندوة عنوانها "الشعر والمستقبل". وإنى أرى أن المستقبل تم اضطهاده ومصادرته من قبل المؤتمر نتيجة عدم مناقشة الآتى:
قرار البرلمان باستمرار مادة الحبس - لا الغرامة فقط - فى عقوبة ما يسمى هزليًا بـ"خدش الحياء" فى الأدب، والهجوم المسعور من أحد نوابه على أدب نجيب محفوظ.
استمرار حبس الروائى الزميل أحمد ناجى فى ما يسمى بخدش الحياء على روايته المنشور جزء منها فى جريدة أخبار الأدب.
تمت مقاطعتى منذ ما قبل ذكرى لاسم أحمد ناجى من الدكتور محمد عبد المطلب، بدعوى متكررة: "خليكى فى الشعر!"، وأيضا عنصر الوقت "وأنا أكاد أبدأ كلمتى"، ثم سألنى مدير المائدة المستديرة الدكتور محمد عبد المطلب: لماذا لم أحضر ضمن الأمسية التى كان من المفترض مشاركتى فيها وحرمانى للجمهور من الإنصات لشعرى؟.
فقلت: حاقول دلوقت ليه أنا ليه ما جتش: "اختيارات وترشيحات لجنة الشعر فى المجلس الأعلى للثقافة لمن يمثلون الشعرية المصرية الراهنة - وإن كانت شملتنى وهو ما أشكرهم عليه فى بادرة أولى وأحسبها ستكون الأخيرة بعد كلمتى اليوم "المقاطعة مستمرة من الدكتور محمد عبد المطلب والصوت يعلو لإنهاء كلمتى من جانبه" - لم تتجاوز أعضاء لجنة الشعر أنفسهم وأغلب رموز جيل السبعينيات الشعرى المصرى يلى ذلك قائمة نادرة من الأسماء التى اكتفوا بتمثيلها لقصيدة النثر، والتى جاءت لتشمل شاعرة واحدة أحيانًا وسط كل أحد عشر اسمًا من الشعراء الرجال مثلاً الأمر الذى بدأ هزليًا وكأنه من باب ذر الرماد فى العيون "الصوت يعلو من مدير الجلسة لإنهاء كلمتى" أو لكأننا فى برلمان سياسى يجب مراعاة ظهور وجوه نسائية أو التمثيل النسائى فيه منعًا لتهمة استبعاد المرأة الشاعرة.
كل هذا فى رأى المتواضع بل فى آراء غالبية الشعراء والشاعرات المصريين الذين واللواتى يزخر بهم المشهد الشعرى المصرى وممن تحدثت معهم خارج المؤتمر وكل من نقرأ لهم فى فضاء فيسبوك "المقاطعة عالية من رئيس المائدة" لا يجعل المؤتمر قد أنصف الشعر المصرى على العكس من مقولة الدكتور محمد عبد المطلب التى رددها فى إحدى جلسات هذا المؤتمر بل إن ما حدث هو تزييف وتعمية واستبعاد لأجيال وأسماء ساطعة من حقها التواجد وتمثيل الشعر المصرى الراهن الرائع والتجريبى ومن حقهم وحقنا وحق الجمهور وأيضًا الضيوف من المبدعين العرب التعرف على هؤلاء كما يتجلى حقنا الذى لا نتنازل عنه "المقاطعة من رئيس الجلسة عاتية واضطرتنى للاختصار وسرعة القول" فى التواصل مع أجيال شابة مبدعة من البلاد العربية والأوروبية فى مؤتمر اختار لنفسه صفة "الدولى" وخلا من أى أحد لا يتكلم العربية "المقاطعة من رئيس الجلسة".
أين أحمد أنيس وإبراهيم بجلاتى وعزة حسين وغادة خليفة وفاطمة قنديل ومحمد عيد إبراهيم ورضا أحمد ومروة أبو ضيف وإبراهيم السيد وهرمس وأسامة جاد وأسامة الحداد وفتحى عبد الله ومحمود قرنى وجورج ضرغام وأيمن مسعود وأسماء ياسين ومهاب نصر وعماد فؤاد وياسر الزيات وياسر عبد اللطيف وإيمان مرسال وأحمد يمانى وصفاء فتحى وأريج جمال ومصطفى أبو مسلم؟! "أعلم أن العديد منهم ومنهن خارج مصر لكن من الأسماء أيضًا كثيرة ممن هو هنا"، وغيرهم لن تسعفنى الذاكرة ولا الوقت لسرد كل أسمائهم لكن المشهد الشعرى المصرى يزخر بالتعدد والروعة.
ونتيجة لشدة مقاطعة الدكتورة محمد عبد المطلب منذ الدقيقة الأولى لى بشهادة الجميع بما فيهم الشاعر أشرف عامر لم أستطع استكمال ما سأكتبه وهو: "بينما اللجنة كان عندها الوقت الكافى على مدى سنوات للتعرف على المشهد وحقيقته ودعوة من يعبرون عن عظمة وروعة الشعر المصرى الحالى".
لكل هذه الأسباب ورغم موافقتى الكتابية على الدعوة للمشاركة فى الملتقى لشعرى ونظرًا لكون برنامج الملتقى لم يرسل إلينا إليكترونيا إلا قبل الملتقى بأيام قليلة حقًا امتنعت عن إلقاء شعرى فى جلسة يوم الإثنين الموافق 28 نوفمبر 2016، خاصة وأنى كنت تصورت أو توسمت لدى موافقتى أن تأتى اختيارات لجنة الشعر لما تراه "الشعر" فى مصر أكثر عدلاً وتمثيلاً وإنصافًا الشعر المصرى الذى يواصل البعض إقصاءه واستبعاد بعض أسطع وأجمل تجاربه.