الصدام بين الشعراء و السياسيين أمر متعارف عليه فى كل المجتمعات و العصور، فلكل ملك أو رئيس جمهورية أو حاكم، أديب يصطدم معه، و يستخدم أدواته الأدبية ليعبر عن رأيه ونقد ذلك الحاكم ليعبر بصوته عن الكثير من معارضي الحكومة، و الأمثلة فى مصر كثيرة، ولعل أبرز مثال هو الشاعر الراحل "أحمد فؤاد نجم" الذى تمر ذكرى وفاته الـ 3، اليوم، السبت 3 ديسمبر.
كان لـ"فؤاد نجم" الكثير من المواقف ضد كلا من "عبد الناصر" و "السادات" وبالمثل كانوا هم، فالسادات كان يعتبر "نجم" عدوه، أما فى عهد "عبد الناصر" تعرض الشاعر الراحل للسجن، بسبب أنه انتقد نظام الحكم في مصر آنذاك وما يقوم به من تضييق على الحريات، كما هاجم "نجم" الرئيس الأسبق "مبارك"، وكان أشد المعارضين لنظام الرئيس االسابق "مرسى".
"نجم" يرثى عبد الناصر
وعلى الرغم من أنه تعرض للسجن فى عهده، إلا أنه أرثاه بعد موته، وكتب "نجم" قصيدة بعنوان "على ضريح عبد الناصر" يقول فيها :
"ابوه صعيدي و فهم قام طلعه ظابط..ظبط على قدنا و ع المزاج ظابط..فاجومي من جنسنا..ما لوش مرا عابت..فلاح قليل الحيا..اذا الكلاب سابت..ولا يطاطيش للعدا..مهما السهام صابت..عمل حاجات معجزه و حاجات كتير خابت..وعاش و مات وسطنا..على طبعنا ثابت..و إن كان جرح قلبنا كل الجراح طابت".
وفى لقاء تليفزيونى له، قال "نجم" أنه على الرغم من اعتقاله بسبب اعتراضه على سياسات عبد الناصر، إلا أن الأخير كان صاحب مشروع و كان ضمير الشعب المصرى، ودخل فى معارك ضد الاستعمار، لذلك استحق قصيدة الرثاء التى كتبها فيه.
"نجم" فى هجاء السادات
كان موقف أحمد فؤاد نجم من السادات مختلفاً عن عبد الناصر، فلم يكتب فيه رثاء، إنما قصائد مهاجمة وساخرة وناقدة له ولسياساته، فكتب العديد من القصائد التى تسببت فى سجنه، و اتهامه بإهانة رئيس الجمهورية، خاصة قصيدة "نيكسون بابا" والتى كتبها بعد زيارة الرئيس الأمريكى "ريتشارد نيكسون"،
وتقول :
"شرفت يا نيكسون بابا..يا بتاع الووتر جيت..عملولك قيمه وسيما.. سلاطين الفول والزيت..فرشولك أوسع سكه..من راس التين على مكه..وهناك تنزل على عكا..ويقولوا عليك حجيت.. ما هو مولد ساير داير..شى الله يا صحاب البيت.. جواسيسك يوم تشريفك.. عملولك زفه وزار".
وكتب "نجم" أيضاً قصيدة "أوأه"، انتقد فيها السادات، مما أدى إلى صدور حكم ضده بالسجن عام، ولكنه هرب لمدة 3 سنوات، ثم تم القبض عليه وحبسه عام 1981. وتقول القصيدة :
"أوأه المجنون أبو برقوقة..بزبيبة غش وملزوقة
عيرة وبرانى وملزوقة..نصاب ومنافق وحرامى
ودماغه مليانة مناطق موبوءة..والنكتة كمان انه حلنجى..
وعامل لى فكاكة وحندوقة..مع إن الجحش أفهم منه
والعالم فاهمة ومفلوقة..بسلامته بيسرح قال بينا..."
وبعد اغتيال "السادات" كتب نجم قصيدة عام 1981، مشجعاً فيها من اغتالوا السادات، فجاءوا أبطال القصيدة مثل خالد الإسلامبولي مخطط ومنفذ عملية الإغتيال، ورفاقه عطا طايل ومحمد عبد السلام وعبد الحميد عبد السلام وحسين عباس .
"نجم" يعارض خطة التوريث فى عهد مبارك
كتب الشاعر الراحل عدة قصائد أيضاً ناقدة لحكم الرئيس الأسبق "مبارك"، ففى قصيدة باسم "حمامتك يا ريس" يقول :
"حمامتك يا ريس حمامة السلام/ نايمه يا ريس وأسأل سوزان/ نفسى ياريس اشبع وانام/ وتغور يا ريس وتغور المدام/ وابنك يا ريس يغور كمان/ وتغور يا ريس كل الحيتان"
كما كتب قصيدة "في عيد ميلادك الكام وسبعين"، يقول فيها :
"في عيد ميلادك الكام وسبعين / كل سنة وانت طيب / واحنا مش طيبين كل سنة وانت حاكم/ واحنا محكومين / واحنا مظلومين / واحنا متهانين / ويا ترى يا حبيب الملايين / فاكرنا ولا احنا خلاص منسيين / فاكر المعتقلين / فاكر الجعانين / فاكر المشردين / فاكر اللي ماتو محروقين / فاكر الغرقانين / الله يكون في عونك – ها تفتكر مين وللا مين"
"نجم" أشد معارضة لنظام "مرسى"
كما كتب "نجم" أيضاً قصيدة تسببت فى غضب جماعة الإخوان فى عهد حكم الرئيس مرسي، فيقول "ملعـون جنـابـك/ ملعـون كمان اللى جابك/ ملعـون قطيعـك/ على اللى فكر فيوم يطيعك/ على اللى سابـك تنشر كـلابك".