احتفت مجلة الشارقة الثقافية فى عددها الثانى "ديسمبر 2016"، بمصر وتراثها الحضارى، وتزينت الدوريية التى تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بصورة معبد الأقصر الشهير.
وتغطي دورية الشارقة الثقافية، الميادين الإبداعية فى الآداب والفنون والتراث كافة، إلى جانب التحقيقات والدراسات والاستطلاعات والمتابعات الخبرية والمقالات.
وتحت عنوان "نحو فهم أعمق وأكثر اتساعا للثقافة والفكر والتراث" جاءت افتتاحية العدد الثاني: هذه هى الخطوة الثانية التى تخطوها مجلة الشارقة الثقافية بعد انطلاقتها الأولى مع بدء فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولى للكتاب تحت رعاية وحضور حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، وتوجيهاته للقائمين على المجلة كى تتخطى النمطى والمألوف إلى فضاءات أرحب، عبر إقامة جسور للتواصل الفكرى والمعرفى والثقافى مع الفعاليات الثقافية المحلية والعربية والدولية.
ويتضمن العدد الثانى تغطية خاصة لمعرض الشارقة الدولى للكتاب الذى حقق نجاحاً باهراً عبر مسيرة 35 عاما. كما كتب محمد غبريس، ويتابع مواكبته لفعاليات بيوت الشعر العربية من الشارقة إلى الأقصر والمفرق والقيروان وتطوان وصولا إلى نواكشوط والخرطوم، ويجرى حوارا موسعا مع مديرة بيت الشعر فى القيروان جميلة الماجرى التى قالت: سلطان يرجع الإخضرار لشجرة الشعر وبيوته، إضافة إلى وقفة مع المعراض والإبداعات والبرامج الفنية التى أضاءت سماء الشارقة.
فى العدد الثانى نتعرف إلى مثقفين ومفكرين محليين وعرب وعالميين، ويقدم إطلالة على سفير علوم الدماغ والأنظمة المعقدة إدريس أبركان الذى أكد أن الطبيعة مكتبة علينا قراءتها كما كتب حسين قبيسي، فيما يكتب المستشرق الإسبانى خوسيه ميغيل بويرتا عن لوركا مؤكدا أنه تأثر بالشعراء المشارقة وفى مقدمتهم عمر الخيام.
ويرى مدحت صفوت أن التأويل من إمبرتو إيكو إلى جاك دريد محكوم بمرجعيات وقوانين ذاتية، بينما يناقش الدكتور محمد صابر عرب فى مقالته قضية التراث والمعاصرة التى شكلت عبئا على نهضتنا الحديثة، أما الدكتور سعد البازعى فيقول فى حوار خاص معه: واقع ثقافتنا العربية لا يشجع الثقافات الأخرى على ترجمتها.
يأخذنا العدد الثانى فى جولة إلى الحى اللاتينى بباريس الذى شهد أهم السجالات الفلسفية والفكرية كما كتبت فائزة مصطفى، ويسافر بنا إلى جزر نيوزلندا حيث حلم الشعراء كما كتب باسم فرات، ويقدم مختارات من الشعر الفلبينى المكتوب باللغة الانجليزية ترجمة زياد عبدالله، ويجرى حوارا مع الشاعر يوسف عبد العزيز الذى يرتحل عبر الشعر ليستعيد أمكنته الأولى، كما تضمن العدد تحقيقا حول الشعر العراقى بقلم قاسم سعودي، فيما يخصص عبده وازن مقالته عن بلند الحيدرى فى ذكرى ولادته ورحيله وصدور ديوانه الأول، ويواصل الدكتور صلاح فضل كتاباته حيث يرصد منهج الواقعية فى الإبداع الأدبي، ويقدم الدكتور حاتم الفطناسى قراءة نقدية حول سؤال الهوية، فيما تكتب نجوى بركات عن ليلى سليمانى التى فازت بجائزة الغونكور، ويكتب نبيل سليمان عن الجدات الروائيات ويتوقف عند الريادة النسائية فى الرواية العربية، فضلا عن وقفة خاصة مع القاص البرتغالى الكبير مانويل دافونسكا الذى طرق بقصصه باب العالمية.
كذلك يضم العدد الثانى إضاءة على حياة الرسامة فريدا كاهلو المشبعة بالإنسانية، ويكتب محمد العامرى عن الفنانة منى حاطوم التى تعتبر فنانة عالمية بتجاوزاتها الفن المعاصر، ويتابع فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الذى شهد التميز والتنافس القوى فى دورته الثامنة والثلاثين كما كتب محمود الغيطاني، فيما يؤكد واسينى الأعرج فى مقالته أن الأوبرا العربية لا تزال منعدمة فى بلداننا برغم تراجيديتها، ويواصل فوزى كريم غوصه فى الفضائل الموسيقية من الأسر الكنسى إلى الهواء الطلق، ويحتفى العدد بالمخرج الكبير المنصف السويسى الذى يودعنا بعد نصف قرن من الإبداع بقلم ظافر جلود.
ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: د.شهاب غانم "شارع الخراب / ترجمة"، مهدى سلمان "رائحة تشبه الطل فى آخر الليل / شعر، محمد خضور "الجحيم / شعر"، عبد الإله عبد القادر "إكسباير / قصة قصيرة"، عزت الطيرى "قصائد بسرعة الحزن / شعر"، خلود المعلا "قصائد / شعر"، رندة عوض "خارطة فلكية/ قصة قصيرة"، لينا شدود " المظللة / ترجمة"، زينب الأعوج" وحدة الحب / شعر"
غلاف المجلة