صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون، كتاب بعنوان "مبتعث فى السودان" للكاتب حمزة الهاشمى، ويتألف الكتاب من مجموعة العناوين: الانطلاقة، رحلة إلى المجهول، برلوم، صدام الحضارات، الهندسة المدنية، السودان… معالم وثقافات، الفاتنة السمراء، حفل التخرج.
وفى هذا الكتاب لا يقتصر المؤلف على كتابة سيرة شخصية لحياته كطالب مبتعث من بلده الأم إلى جمهورية السودان فحسب، بل أراد إعادة حركة الحياة، أو جزء من الحياة، فى فضاءات حقيقية ليحيا فيها من جديد، بمعنى أنّه قصد تقديم وجوداً أو وعياً ذاتياً متقاطعاً مع زمان ومكان محددين، ومرتبطين بجزئيات من سيرته ككاتب للسيرة بصورتها الواقعية، أو كاختيار جمالى لاستعادة وتصوير المعيش الشخصى، ولعله أراد أيضاً روى سيرورة زمن فى وقت يكون قد مضى أفضله.
وعبر صفحات الكتاب يقدم حمزة الهاشمى محطات من رحلة الابتعاث لجامعة الخرطوم التى قصدها لدراسة الهندسة المدنية، يتعرف من خلالها القارئ على ثقافة وحضارة بلد عربى لم يعرف عنه إلا القليل، بطقوس أعراسه وعاداته وتقاليده، وأمكنته الطبيعية والجبلية وأسواقه القديمة وعماراته الحديثة؛ وغير ذلك من طرائقه فى المشاريب والأطعمة، وأخيراً أهم من فيه ناسّه الطيبون. ولكن، ما هى قصة تلك "الفاتنة السمراء" التى "لا تنتهى ولم ولن تنتهى" والتى جعلت من حمزة الهاشمى شاعراً يكتب أجمل القصيد.
لنقرأ هذه الأبيات من قصيدة نظمها الكاتب "لها وفيها وعنها وحولها علها تجد لها طريقاً يلتمس وصلاً إلى قلبها الرقيق وفؤادها الحانى: "الـليـالـى فراقـك والمواصـل سـراج / والفرح يـا حياتى شيء ضد الزعـل / المشاعر ورودك والمحانى زجاج / وإن كسـرت الزجاجة وردكم ما ذبل / يا ورود المحبة خافقى لك سياج / يعلم الله لغيرك ما بقلبى محل…".