أصدرت الدار العربية للعلوم ناشرون، كتاب بعنوان "راقصينى رغبة ورهبة" للكاتب أحمد الغروى، وهو كتاب يضم مجموعة من النصوص، يحاول فيها الكاتب خلق تركيب بديل يصح القياس عليه فى الشعر والنثر معاً، وذلك للتمرد والانفلات من قانون الشعر.
نصوص أحمد الغروى "راقصينى رغبةً ورهبة" هنا يمكن وصفها المعادل للتركيب الأصل القائم على التعادل بين كلمة ونصّ، أو بين نصّ وآخر، هذه الرؤية الخاصة جاءت نتيجة علاقة خاصة للأشياء التى تملأ عالم الرجل/ الشاعر، وخاصة عند الحديث عن المرأة، فاللغة والصورة والإيقاع ما هى سوى تجسيد لهذه العلاقة ذاتها، ما يعنى فى النهاية أن الشعر ليس بضاعة، وإنما هو خلق وإبداع وتواصل وهو ما تكشف عنه الرؤية الشعرية للشاعر أحمد الغروى.
تحت عنوان "راقصينى رغبةً ورهبة" يقول الشاعر: "فى مساءٍ عنوانه التميّز والتألّق../ اتخذت بالقرب من المنضدة مقعداً لى../ وبدأت أرتشف من الكأس الذى أمامى../ كأس الحنين والشوق../ وأشعلت سيجارة لينهار توترى../ وتهدأ ارتعاشة أطرافى../ وبدأت عيناى بكل شوقٍ ولهفة../ تمشّطان المكان بحثاً عنكِ../ تبحثان../ عن النور المشع من وجهكِ الملائكى../ عن سحر تينك العينين../ وقعت عيناى عليك../ وأنتِ واقفةٌ أمام المرآةِ تُلقين النظرةَ الأخيرة.. على أناقتك وثورة هندامك../ قلتُ فى نفسى:/ "حتى المرآة تكاد تعانق من فرط جمالها"/ كل حواسى قد تظاهرت/ وكل جزءٍ منى يرغب فيك...".
العبارات هنا تمثل توصيفاً دقيقاً لحال الشخصية الشاعرة فى القصيدة، حسياً ومعنوياً عن طريق الانفعالات والمشاعر المختلفة التى يبثها الشاعر الغروى والتى تحيل إلى ثنائية (المرأة / الرجل) والعلاقة الأبدية بينهما وهو الشىء الذى منح النص بلا شك؛ بعده الفنى والجمالى والدلالى.
يضم الكتاب نصوص نثرية جاءت تحت العناوين الآتية: "اكتفيتُ بكِ"، "الرقص على أنغام الحُب"، "محظوظ بكِ"، "موعد لن يتكرر"، "يا ساكنة فى وريدى"، "رسالة إلى امرأة لا تقرأ"، "أغرق بعيداً عنكِ"، "الحاكم والخاطف"، "وميض الذكريات"، "مسافرة بلا أشياء"، "أخذتني"، ونصوص أخرى.