"المسرح أسهم فى تشكيلى وجدانيا وكان مصدرًا مهمًا من مصادر الثقافة والمعرفة مع الرواية والشعر"، هكذا وصف الأديب العالمى تجربته مع كتابة المسرح.
فى ذكرى ميلاده الـ105، لا يعرف كثيرون أن للأديب العالمى نجيب محفوظ إسهامات فى مجال المسرح تتمثل فى 7 نصوص مسرحية قصيرة كتبها من فصل واحد، جمع عدد منها فى مجموعتين قصصية.
النصوص المسرحية لمحفوظ التى لم تحظ بشعبية كبيرة، تم عرضها فى عروض تدريبية على مسرح الطليعة، كما قدمت فى ندوة تحت عنوان "نجيب محفوظ البعيد عن عين المسرح" من تنظيم مجلة مسرحنا، لمناقشة اكتفاء نجيب بتلك النصوص فقط، فيما نشرت أكاديمية الفنون دراسة للناقد الدكتور حسن عطية، مدير مجلة الفن المعاصر عن أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ المسرحية، تناول فيها شخصيات تلك المسرحيات.
ويقول حسن عطية فى دراسته: "هذه المسرحيات معبرة بالضرورة عن هذا الزمن المتوتر بين الهزيمة على يد إسرائيل والحرب معها، فالسلام والاعتراف بوجودها، وفهم هذه المسرحيات فكا لشفراتها وتفسيرا لعلاماتها فى ضوء مرجعها الكامن فى سياقيها الاجتماعى والثقافى فى زمنه".
ويقول الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة: "كتب نجيب محفوظ مجموعة من النصوص الدرامية، هو كان يفضل هذه التسمية ويرفض تسميته بالمسرحيات".
وأضاف "حمودة" فى تصريحات لـ"انفراد": هذه النصوص هى 7 نشرها فى مجموعتين قصصتين "تحت المظلة" و"الشيطان يعظ"، وقدم فى المجموعة الأولى أعمالا مثل "يحيى ويميت" و"مشروع للمناقشة" و"التركة"، و"النجاة، "المهمة"، وفى "الثانية" قدم نصين فقط، وهما "الجبل"، و"الشيطان يعظ".
وتابع "أستاذ الادب العربى بجامعة القاهرة": "هذه التجربة كانت عابرة فى مشروع نجيب محفوظ الإبداعى، وقد ارتبطت بالفترة التى كتبها فيها خلال الستينيات، وكان يحاول خلالها التعبير عن إحساس عبثى، ولم يكرر محفوظ هذ التجربة فيما بعد، بل كان مدركا أنها تجربة على هامش كتاباته، وقد صرح أكثر من مرة بعبارة متكررة "أنا لست كاتبا مسرحيا".
وأشار "حمودة": "هذه النصوص لا تقدم، فى تصورى، عالما غنيا يصلح للتنفيذ على خشبة المسرح أو لتقديم عروض مسرحية ناجحة أو جماهيرية، وقد تم تقديم بعض هذه النصوص على المسرح خلال عروض تدريبية لجمهور خاص، ومحدود، ولعل هذا يقتصر على مسرح الطليعة فقط، لكن هناك أعمالا مسرحية أخرى تم إعدادها، عن بعض روايات نجيب محفوظ.
ومن جانبه قال الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، إن أى شخص يكتب فى أى نوع من الفنون، مُعرض لكتابة النصوص المختلفة كالرواية، والمسرح، لكن المهم تميز فى أى منها، مشيرا إلى أن نجيب كان يعتبر نفسه كاتبا روائيا فى الأساس وليس كاتبا مسرحيا.
وأشار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، إلى أن "صاحب نوبل"، كتب كل نصوصه المسرحية وهو فى حالة الرواية، وكتبها لظروف استثنائية وهى فترة الستينيات، وهى الفترة التى وصفها "حافظ" بفترة "غيلان المسرح" فى أشارة إلى – سعد الدين وهبى ويوسف وهبى- الذى قال عنهما: "كانت حياتهم كلها مسرح، بعكس نجيب محفوظ كانت حياته كلها الرواية".
ويرى "ناصف" أن أعمال نجيب لم تظلم بشكل كبير، خاصةً أنه لم يكن يرى نفسه كاتبا مسرحيا، كما أن نصوصه المسرحية قدمت فى أعمال مسرحية على خشبة المسرح.
فيما دعا الكاتب المسرحى القائمين على البيت الفنى للمسرح المصرى، بضرورة استغلال نصوص "محفوظ" المسرحية لعرضها على خشبة المسرح، خصوصا فى هذه الفترة التى يتعرض لها للهجوم، كنوع من الدفاع عن الأديب الراحل، وهو الأمر الذى سيكون سهلا وبسيطا فى تنفيذه، على حد وصفه.