شدد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدّول العربية، على أن الأزمة العربية الراهنة أزمة فكرية، تتطلب إشراك المثقفين فى طرح الأسئلة واقتراح الإجابات، وتقديم بديل لإيديولوجيات ثقافة سبى النساء وقتل الأبرياء.
ورأى أبو الغيط فى حفل افتتاح مؤتمر "فكر 15" بالعاصمة الإماراتية أبو ظبى، اليوم الاثنين، أن البعض يُجادل حول الأزمة التى تعود إلى ظروف نشأة بعض الدّول العربيّة بحدودها المعاصرة التى رُسمت منذ مائة عام، وحملت من ألغام وقنابل موقوتة جاء أوان انفجارها بعد عقود ظلّت فيها مكتومة ومكبوتة، وقد يرى البعض الآخر أنّ الأزمة لصيقةٌ بتكوين الدّولة ذاتها، وبطبيعة العقد الاجتماعى الناظم لعلاقات الحُكم والمجتمع فيها، إنّها موضوعات تحتاج لإعمال الفكر وإطالة الدرس من جانب المثقفين والأكاديميين ورجال البحث الذين أرى أمامى بعضاً من ألمع رموزهم فى العالم العربى.
وأكّد أبو الغيط أنّ هناك دولا تتفكك ويتمزّق نسيجها، وأخرى يُناضل أبناؤها من أجل الحفاظ على كيانها، وهناك لاجئون بالملايين ونازحون ومشرّدون يقطنون المُخيمات ويعيشون على الكفاف، وهناك مهاجرون ضاقت أوطانهم عليهم بما رحبت، فألقوا بأنفسهم فى البحر، وفيهم النساء والأطفال، غير مبالين بالموت أو التشريد فى بلاد غريبة، وكأنهم يهربون من الجحيم الذى يعيشونه ويعرفونه إلى جحيم آخر غير معلوم، مشدّداً على ثلاث أولويّات رآها تقع فى القلب من فلسفة التكامل العربى، أولها تجديد معنى العروبة، ومواجهة أزمات الوجود، والتكامل العربى لتحقيق الصحوة الفكرية.