يصدر ، قريبا، عن مؤسسة "عابر" الثقافية، ديوان شعر الفصحى "بريد السماء الثامنة" للشاعر أسامة فؤاد، وذلك بالتزامن مع الدورة القادمة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
يقع الديوان فى حوالى 100 صفحة، ويضم 17 قصيدة، وننشر فيما يلى إحدى قصائد الديوان بعنوان "تداعيات ليلية لقصيدة الصباح":
من أيِ بابٍ سوف تدخلني القصيدةْ ؟! .
والقلبُ يُضربُ عن تلفتّهِ ، ويغلق ما تبّقى من نوافذ ..
حين يرتطم الكمانُ بدمعةٍ قبل النشيدِ ،
وحين يرتطمُ النشيدُ بصرخةٍ قبل الكمانِ ،
وحين يرتطم المغني بالصدى .
والليلُ ينبشُ حفرةً تحت القصيدةِ ؛ كي
يثير النار في أرغولها .
ويقولَ : ناموا كي أغني
نقول : غني كي ننام
يقول : ناموا .. كي أغني .
فنقول : غني .. كي ننام .
وأظلُّ أفتعلُّ الكلامَ ، أعاند النجم العجوزَ ؛
ليصطفيني ،
أخرج الناي المُخبأ في جيوب الليلِ أحلامًا ؛
لأصطادَ الفراشة من قلوب النائمين َ ، وأمتطي
لحنًا قديمًا ..
- يا ليلُ كم يزنُ الظلامُ على ردائك ؟ .
- يزنُ الكلامُ على نوافذ قلبك المرتد عن نجمٍ جديدْ .
- ماذا عن الوقتِ المموهِ سيدي ؟ .
- الوقت يُشعل غيمةً ، ويحدّث الضوءَ المشاكس عن معاناةِ المطرْ .
والصبح يفرك عينه ؛ ليصليَّ الفجر الذي ركبَ السفينة للمساءْ .
الصبح سمسارٌ يبيعُ الوردَ للشُرفات ِ ،
والأشجارَ للعصفورِ
والعصفور للأشجارِ
يقتفي " أثر الفراشة " لا يراها في الحقولِ ..
الصبح ينتشل المقاهي من حكاوي العاطلينَ /
يشد خطوًا من رصيف الشاردينَ/
يزيح دربًا من وراءِ النادمينَ /
يقولُ : قوموا كي أغنيْ .
فأقولُ : غني ؛ كي يقوموا .
وأغربل الضوء الجديد مفتشًا
عن نجمةٍ أسقطتها
من دون قصدٍ في المساء ..
أعض ذرات النسيم لتعترفْ .
فيسافر اللحنُ المعبأ من دَمي
منذ ارتطمت بدمعة ٍ، وبصرخةٍ ،
وبمنشدٍ ، ونشيدهِ ،
وبعازفٍ ، وكمانهِ ،
أو..
مُذ دخلتُ إلى متاهات القصيدةْ .