توقع الكاتب الإسرائيلى "جاكى حوجى" المسئول عن الملف العربى بإذاعة الجيش الإسرائيلى "جالى تساهل" فى كتاب أصدره بتاريخ 30 يناير من عام 2011 أى بعد 5 ايام فقط من اندلاع ثورة 25 يناير، ما جرى فى مصر من أحداث وسقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك وذلك فى كتاب حمل اسم "ألف ليلة دوت كوم" والذى ترجمه عمرو زكريا المتخصص فى الشئون الإسرائيلية بمناسبة مرور 5 أعوام على الثورة لكشف كيف تنبأت إسرائيل باشتعال المنطقة خلال ما يسمى بالربيع العربى.
ويؤكد الكاتب "جاكى حوجى" فى مقدمة الكتاب أنه استغرق 4 سنوات كاملة لكتابة الكتاب وإعداده بينما تم نشره فى نهاية يناير من عام 2011، ورغم ذلك توقع الكاتب سقوط نظام مبارك من خلال استنباط العديد من الاحداث قبل الثورة.
ففى الفصل الأولى من الكتاب الذى يحمل اسم "الأنترنت ..المعارضة الجديدة" كيف تمكنت مواقع التواصل الاجتماعى من إلهاب ثورات الربيع العربى، حيث يقول الكاتب بدأت التظاهرات العنيفة ضد نظام مبارك التى اندلعت عام 2011 بدعوات مستخدمى الفيسبوك من الشباب للجماهير العريضة للخروج فى تظاهرات فى اليوم الذى تحتفل فيه الشرطة بعيدها السنوى، وذلك للاحتجاج على زيادة البطالة وغيرها من القضايا.
ووصف الكاتب أن ما تعرض له المتظاهرون من عمليات قمع من قبل الشرطة المصرية بكأنها عمليات سفك للدماء - حسب قوله - استخدمت شبكات التواصل الاجتماعى بين المتصفحين من أجل التنسيق بينهم فى ساحات المعارضة وتحفيز الآخرين على المشاركة فيها وتقديم التقارير عن الجرحى والمصابين.
وقال الكاتب أنه كان واضحا للشعب أن حركة 6 أبريل كشفت الفجوة بين النظام الحاكم والشعب، وهذه الفجوة كان يصعب إغلاقها فى المستقبل.
وقال الكاتب أنه من ضمن الشخصيات الهامة التى لا يمكن اغفلاها الناشط عبد الكريم نبيل سليمان واسمه المستعار هو كريم عامر طالب قانون من الاسكندرية وأول مدون فى تاريخ مصر يلقى به فى السجن لأرائه السياسية.
ففى فبراير 2007 قررت إحدى محاكم القاهرة أن الزائر الذى يبلغ من العمر 23 عاما صاحب القلم اللاذع متهم بنشر معلومات تهدد الامن العام وتحرض على ازدراء الاسلام وحكم عليه بالسجن لاربع سنوات وهى عقوبة ثقيلة خاصة لشخص اراد التعبير عن افكاره حول مكانة جامعة الازهر فى الحياة السياسية فى مصر والعالم العربى .
وفى الفصل الثانى من الكتاب الذى حمل عنوان "الإعلام والديمقراطية.. خطوتان للإمام وخطوة للخلف" أشاد الكاتب بقناة الجزيرة القطرية، موضحا أنها الأعلى مشاهدة فى الوطن العربى وقتئذ، وكانت منبرا للمعارضين لأنظمة الحكم وقد ظهر ذلك جليا فى ثورات الربيع العربى ومنها الثورة على النظام المصرى فى ثورة 25 يناير، من خلال استضافة المعارضين للنظام بهدف تسخين الجماهير ضد الحكام تحت شعار "الرأى والرأى الأخر".
وأكد الكاتب أن دعم القناة للأصوليين والإسلاميين، حيث كانت القناة تبث فيديوهات حصرية لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، عقب أحداث 11 سبتمبر فى عام 2001، وبث القناة شرائط الفيديو التى مصدرها الدوائر الإرهابية فى العراق كان يدل على أن القناة ستدعم الإسلاميين المتشددين عقب ثورات الربيع العربى.
وتحدث الفصل الثالث عن المرأة العربية، وفى الفصل الرابع عن إسرائيل واليهود، والفصل الخامس عن الإرهاب والجهاد، والفصل السادس عن الشيعة، والسابع عن الشرق والغرب، والثامن عن شرق أوسط قديم، والتاسع عن الدين والشيعة، والعاشر عن الجنس والحياة الزوجية.
ومن جانبه، علق عمرو زكريا مترجم الكتاب والمتخصص فى الشئون الإسرائيلية، لـ" انفراد"، أن محلل للشئون العربية فى موقع الكترونى توقع حدوث ثورة فى مصر من خلال قوله أن الفجوة بين النظام والشعب فى مصر بعد إضراب 6 إبريل لن تضييق، متنبأ بشكل غير مباشر بحدوث ثورة يناير يدل على أن الأجهزة الاستخباراتية فى إسرائيل لديها معلومات أكبر وأعمق.