محمد مندور يكتب احترموا التاريخ واحتفوا بـ25 يناير

ألف باء وطنية.. احترام المناسبات القومية التى ترسخ قيم الانتماء.. فمن لم يقدر تاريخه فقل على هذا التاريخ السلام.. عن 25 يناير أتحدث.. مناسبتان قوميتان فى تاريخنا الوطنى.. المناسبة الأولى مر عليها 64 عاما وهى ذكرى بطولات الشرطة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى فى مدينة الإسماعيلية، استشهد فيها 64 ضابطا وجنديا رفضوا الانسحاب والخضوع لأوامر الاحتلال الإنجليزى.. فتحية تقدير وإجلال لشهداء الشرطة الوطنيين الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن.. وتحقيق لأمن الوطن وأمان المواطنين.

المناسبة الثانية مر عليها 5 سنوات وهى ذكرى ثورة يناير التى خرج فيها الشعب، مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية، ثورة كان الكل حريصا فيها على السلمية وتنفيذ مطالب الإصلاح وإنهاء السير فى طريق "اللى يروح ما يرجعش" لطريق السلامة.. المقارنة للاختيار ما بين المناسبتين للاحتفال بواحدة على حساب الأخرى مقارنة زائفة وانتهاك للتاريخ ونضالنا الوطنى.

ثورة يناير لم يكن مستهدفا بها الشرطة المصرية بقدر ما كانت رفضا لنظام انتهك الحريات وقتل الشباب وظلم العمال وزور الانتخابات، وضد سياسات رسخت للتوريث فى مختلف المناصب المهمة وبلغ الأمر ذروته بالتمهيد لتوريث الحكم.

ومجرد اختزال ثورة يناير فى أنها ضد الشرطة كان خروجا بها عن مسارها الطبيعى بهدف هدم المؤسسة الأمنية ، وهو ما تكشف فى الترويج فيما بعد لشعار "يسقط حكم العسكر".

المتأمل لمحاولات سرقة الثورة واختطافها وانحرافها عن مسارها الطبيعى بوصول الإخوان للحكم وسياساتهم سيرى الحقيقة واضحة.. من تحريف أهداف الثورة من مواجهة الفساد وتفشى المحسوبية والرشاوى وتدهور الأوضاع الاقتصادية إلى مجرد إسقاط الجهاز الأمنى والقوات المسلحة، وتمكين أعضاء الجماعة من مفاصل مؤسسات الدولة.

25 يناير كانت ثورة شعبية بأهداف نبيلة و30 يونيو أعادتها لمسارها الصحيح واستعادت قيمها نحو بناء الدولة الحديثة. وهتافات الشعب "الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة" ترجمت هذه العودة للمسار الصحيح.. لأن ثورة حماها الجيش والشرطة أنارت لنا الطريق نحو بناء دولة ديمقراطية ضد الإقصاء والاستحواذ والاستبداد وتهديد الآمنين، كما حدث خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

الاحتفال بثورة 25 يناير وعيد الشرطة معا قيمة وطنية كبيرة، ولا مبرر لنبذ الاحتفاء بأى منهما.. فلماذا لم نر مظهرا احتفاليا لا من الحكومة ولا الأحزاب لثورة 25 يناير؟.. اللهم إلا كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يبدو وحيدا فى تقدير قيمة وقيم هذه الثورة، وفضلها على مصر قيادة وشعبا.

لا مبرر لما يتم ترويجه أن المشهد الأمنى الراهن غير مناسب للاحتفال، فلعبة الجماعة الإرهابية كل عام تسعى لتضييع قيمة الثورة بالدعوات للنزول والتظاهر ضد المصريين الذين دعموا خارطة الطريق فى 30 يونيو.. يهدفون بدعواتهم الترويعية كل عام لاستدعاء القوات الأمنية ورفع درجة الاستعداد لهذا الحد الذى يتم ترجمته إلى جهد يُبذل ومال يُنفق بمجرد تحريك القوات.

الإخوان يراهنون على هذا فى كل دعواتهم لتكبيد الدولة خسائر رغم عدم نزولهم لفشلهم فى الحشد، خاصة مع تماسك المجتمع ضد هذه الدعوات التخريبية.

نحن نعرف أن الإخوان لن يتظاهروا وأن احتفالات المواطنين أقوى رد على هذه الدعوات الإرهابية.. مع علمنا أيضا أنهم ربما يلجأون لتفجير عبوة بدائية ناسفة هنا أو هناك. وهذه حلاوة روح لنهاية الجماعة الإرهابية التى تتلاشى أمام إرادة المصريين.

25 يناير واحدة من أعظم ثورات العالم اكتملت فى 30 يونيو فى سيمفونية وطنية بتعاون الجيش والشعب والشرطة.. لكن الأم التى أنجبت لا يمكن تناسيها أو التضحية بها من أجل الجنين.. احتفلوا بثورة 25 يناير كاحتفالكم بـ30 يونيو يرحمكم الله.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;