قال الكاتب الروائى والباحث فؤاد مرسى، إن هناك خلطا بين التدين الشعبى والدين، وهو أمر خاطئ، فالدين شأن إلهى مجرد معنى بالمطلق والكليات، فى حين أن التدين سلوك اجتماعى، لافتا إلى ظهور أشكالا أخرى من التدين، مثل الدين الشعبى والذى يتعلق بالعادات والموروثات، والدين الرسمى والذى يوظف سياسا، وقصر التعامل الدينى مع مؤسسة تقوم بالدور المنوط بها ويتمثل فى الأزهر .
وأضاف "مرسى" خلال كلمته بندوة "تجليات الهامش الدينى.. التدين الشعبى أزمة المصطلح" فى مؤتمر أدباء مصر المقام حاليا فى المنيا، أن الدين الرسمى أدى إلى احتكار الدين واستئثاره لجهة واحدة، وهو ما نهى عنه الإسلام لمنع ظهور الكهنوت، موضحا أن الإسلام أباح للمنتسبين حرية الفكر والبحث عما يؤرقه، وأصبحوا ضد هيمنة السلطة على الدين، رغم إغفالهم تعدد أحكام وفقه الإسلام.
وأشار الباحث فؤاد مرسى إلى أن التطرق إلى مناقشة الأمور الدينية لا تحظى باهتمام لحساسيتها، والتى جعلت الاقتراب منه أمرا شائكا، مضيفا أن الإشكالية كلها متعلقة خطأ فى فهم المصطلح والذى أدى إلى ارتباك حول الموضوع فى زواياه المختلفة، نتيجة الفهم المغلوط، فالتصوف عالم والطرق الصوفية عالم آخر تماما، وبالتالى فإن البعض خلط بين مفهوم الدين، والتدين.
من جانبه، قال الكاتب طلعت رضوان، إن هناك عددا من الأعمال الأدبية تناولت التعصب الدينى، وظهر ذلك فى رواية "الحرام" للأديب الراحل يوسف إدريس واستعرض الاحتقان الطائفى خلال هذه الحقبة كما فى رواية الحرام، وكذلك رواية حجر للضحك لهدى بركات، مضيفا أن الحرام والحلال أمر نسبى، وكذلك التعصب فهو موجود فى كل الأديان، خصوصا الذين يتبنون الأصولية الدينية.
وأضاف "رضوان" أن التعصب يؤدى إلى تدمير أى وطن، ولابد من التركيز على خطورة الأحادية، والتأكيد على أن تطور المجتمعات المتقدمة كانت بفعل التعددية، مضيفا أن الدساتير فى دول أفريقيا ينص على علمانيتها، ولا تتعامل الدولة بالدين.
وطالب طلعت رضوان، باستبدال مادة الدين بمادة الأخلاق ووضع فيها نصوص من القرآن الكريم والإنجيل التى تحث على حب الوطن ونماذج من حكم القدماء، حتى لا تخلق عداوة بينهم، ويفتخر الطلاب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين بمصريتهم.