شهد الشعر فى عام 2016 موقفين مختلفين، سواء على المستوى المصرى، من خلال عودة ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، بعد توقفه ثلاث سنوات، أو على المستوى العالمى، حيث وصل إلى السينما العالمية من خلال الكاتب الأمريكى دان براون عبر روايته "الجحيم" التى تحولت إلى فيلم سينمائى "Inferno" قام ببطولته النجم الأمريكى توم هانكس، الذى ورد فيه الكثير من اشعار الشاعر العالمى دانتى أليجيرى، إلى جانب حصول الشاعر الغنائى بوب ديلان، على جائزة نوبل للآداب لعام 2016.
فعلى المستوى المصرى، كان قرار الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، فى أواخر شهر يوليو بتشكيل لجنة علمية للإعداد لفعاليات الدورة الرابعة لملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، أشبه بـ"عودة الروح" لهذا الملتقى الذى توقف على مدار ثلاث سنوات.
لكن محاولة "عودة الروح" وصلت فى نهاية المطاف إلى "غرفة الإنعاش" لما أصاب الملتقى من انتقادات كبيرة، ومواقف ديكتاتورية، تم رصدها منذ بداية انطلاق فعاليته فى الفترة من السابع والعشرين وحتى الثلاثين من نوفمبر الماضى، تمثلت فى مواقف مقرر الملتقى، ورئيس لجنة الشعر فى المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور محمد عبد المطلب.
وقد تمثلت الديكتاتورية فى المواقف المتناقضة للدكتور محمد عبد المطلب مع ما ينادى به جميع المثقفين والمبدعين فى كافة المجالات، وهو حرية الرأى والتعبير، ومقارعة الحجة بالحجة، وقد برز خلال جلسات الملتقى تمسك مقرر الملتقى، أو أحد مديرى الجلسات النقدية أو الأمسيات الشعرية بالرفض المستمر لعدم الحديث عما هو متعلق فى الأساس بـ"الشعر".
ما جعل أغلب المشاركين يتساءلون: هل الهدف من الملتقى هو سماع المتحدثين فى الجلسات النقدية، أو الشعراء فى الأمسيات الشعرية، دون عرض أى رؤية تتعلق بـ"الشعر" أو بالملتقى نفسه من خلال المتحدثين أنفسهم؟ أم ماذا؟، وهل جاء الشعراء والنقاد إلى هذا الملتقى لقراءة أبحاثهم وقصائدهم "وشكراً"؟.
وعلى الرغم من أن هذه الدورة حملت اسم "محمد عفيفى مطر ومحمود حسن إسماعيل"، وجاءت تحت شعار "ضرورة الشعر"، إلا أن ما حدث فيها أثر بشكل سلبى على مسيرة الشاعرين، فأغلب المتابعين انصب اهتمامهم بالعدد الكبير للاعتذارات والانتقادات التى وجهت لمقرر الملتقى خلال الجلسات.
وعلى العكس، سنجد أن الشعر فى 2016 قد حظى باهتمام كبير فى كافة أنحاء العالم، من خلال رواية "الجحيم" للكاتب الأمريكى دان بروان، والتى تم تحويلها إلى فيلم سينمائى بعنوان "Inferno" قام ببطولته النجم الأمريكى توم هانكس.
وفى هذه الرواية، يتخذ دان براون من حياة الشاعر الإيطالى دانتي أليغييرى، مدخلاً لعالم ملىء بالتشويق، لحل لغز فيرس قام بعمله رجل أعمال ملياردير، يرصد سرعة تضخم النمو السكانى، وخطره على البشرية، ويتخذ من "الكوميديا الإلهية" لـ"دانتى" والمكونة من ثلاثة أقسام الجحيم، المطهر والفردوس، وسيلة لإخفاء مكان الفيرس، لا يمكن لغير المتخصصين حل لغزها.
وعلى مدار السرد، يتخذ الكاتب دان براون - من خلال رجل الأعمال– من أشعار الكوميديا الإلهية دليلاً ليرشد بروفيسور لانغدون إلى مكان الفيرس، الأمر الذى كان أشبه بـ"عودة الروح" لـ"دانتى" مجددًا، ودفع العديد ممن شاهدوا هذا الفيلم للبحث عن أشعاره والتعرف على سيرته.
ومن ناحية أخرى، جذب فوز الشاعر الغنائى بوب ديلان، بجائزة نوبل للآداب لعام 2016، أنظار العالم حوله، كما أثار جدلاً كبيراً بسبب موقفه منذ إعلان فوزه، وعدم تعليقه على هذا الفوز، وصولاً لموقفه من اعتذاره عن عدم استلام الجائزة بسبب انشغاله ببعض المهام، ومنذ فوزه وحتى حفل تسليم جوائز نوبل، فقد أثار هذ النبأ انتقادات العديد من الأدباء والمثقفين فى مصر وفى العالم.