أهدت الدكتورة شهرت العالم بإهداء مكتبة والدها المفكر الكبير محمود أمين العالم، لدار الكتب المصرية، معربة عن رغبتها إهداء المكتبة لدار الكتب، بناءً على وصية من والدها الراحل، وذلك عبر خطاب موجه إلى الدكتور محمود الضبع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.
وقالت الدكتورة شهرت، إن محمود أمين العالم أوصاها شفهيًا قبيل وفاته بإهداء مكتبته إلى دار الكتب، حيث كان ينتمى لأسرة فقيرة، ولم يكن يستطيع توفير ثمن شراء الكتب برغم عشقه للقراءة، ووجد ضالته فى دار الكتب بمقرها العريق فى باب الخلق، لافتة إلى أنه كان يتردد عليها يوميًا حيث قرأ أمهات الكتب مجانًا، وكان يقول دائمًا إن وجدانه ووعيه الثقافى تشكلا فى دار الكتب المصرية.
كان "أمين العالم"، سبق أن أهدى قبل وفاته جزءًا من مكتبته إلى مكتبة الإسكندرية، ولكنه أوصى بالجزء الأكبر منها والذى يبلغ نحو عشرين ألف كتاب فى شتى مجالات المعرفة من فلسفة ودين وفكر سياسى باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى دار الكتب المصرية. وتضم المكتبة كتبا تنتمى لكافة مشارب وتيارات الفكر الإنسانى من الماركسية إلى الليبرالية وذلك لإيمانه بضرورة التنوع وأن الإنسان لا بد أن يطلع على كافة الآراء قبل أن يختار ما يعتنقه منها.
كما ستقوم شهرت العالم بإهداء النسخ الخطية لبعض كتب محمود أمين العالم ومن بينها كتاب " فلسفة المصادفة" والذى كان رسالة الماجستير التى قام بإعدادها إلى دار الكتب لتنضم إلى مجموعة مقتنياتها الثمينة التى تضم مخطوطات أعمال كبار الأدباء والمفكرين. وقد اختار العالم دار الكتب لتكون مستقرًا لمكتبته لإيمانه بالدور التنويرى الذى تلعبه تلك المؤسسة العريقة فى تقديم المعرفة مجانًا لكل المصريين.