تحل اليوم الذكرى الثامنة لرحيل المفكر الكبير محمود أمين العالم عن عمر يناهز 87 عاما، والذى توفى فى 10 يناير 2009، وترك موسوعة أدبية وحياة حافلة بالثقافة والوعى والرغبة فى التغيير، ويعتبر "أمين العالم" رائد الواقعية الاشتراكية فى الأدب، وواحدا من أهم مؤسسى التيار اليسارى فى مصر.
وأنتج محمود أمين العالم تراثا غزيرا من المؤلفات الأدبية والنقدية المهمة، منها: "الإنسان موقف"، "معارك فكرية"، "فلسفة المصادفة"، "فلسفة الطريق المسدود"، "الوعى الزائف فى الفكر العربى"، "مفاهيم وقضايا إشكالية"، "الفكر العربى بين الخصوصية والكونية"، "مواقف نقدية من التراث"، "من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل"، "الثقافة والثورة"، "تأملات فى عالم نجيب محفوظ".
وُلد المفكر محمود أمين العالم فى حى الدرب الأحمر بالقاهرة عام ١٩٢٢، ودرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ثم عُيِن مدرس مساعد بعد حصوله على شهادة الماجستير، وسافر إلى فرنسا، ودرس الفكر العربى المعاصر فى جامعة باريس، كما درس بجامعة عدن باليمن.
تعرض للاعتقال عدة مرات خلال فترة حكمى الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وتم فصله من وظيفته، وذلك بسبب انتمائه السياسى للحركة الشيوعية،حيث تم فصله من السلك الجامعى عام ١٩٥٤ قبل حصوله على شهادة الدكتوراه، وتم فصله من عمله فى مجلة الرسالة الجديدة ومؤسسة التحرير عامة، بسبب مقالاته النقدية.
فى أواخر نوفمبر 58، دعاه الرئيس الراحل أنور السادات إلى اجتماع طالبه فيه بحل الحزب الشيوعى المصرى، وصاحب هذا الطلب بتهديد ووعيد، ورفض الطلب مع تقديم البديل هو اقتراح بالتواجد داخل التنظيم الرسمى ولكن كتنظيم مستقل لا كأفراد، وبهذا يتحول التنظيم الرسمى إلى جبهة تضم مختلف التنظيمات الوطنية والديموقراطية وانتهى اللقاء إلى لا شىء.