قرأت لك.. "الطب والجراحة فى مصر".. كيف جاء كلوت بك ليعالج المصريين؟

فى عام 1828 وصل فلورين تورينو وهو تاجر إلى مرسليا مبعوثا من والى مصر محمد على للتفاوض والتعاقد مع رئيس للخدمة الطبية وآخر للخدمة الجراحية، ولكى يتم المهمة استعان تورينو بصديقه الدكتور كوفيير وهو من الأطباء المشهورين فى مرسيليا، وبعد بضعة أيام كان هناك حوالى ستين طبيبا يصلحون لهذه المهمة ولكن وجد أن اختيار اثنين من الرؤساء، سيؤدى إلى عديد من الصعوبات حيث إن الحصول على طبيبين مؤهلين يرغبون فى عبور البحر للعمل بمصر تحت إمرة أمير عنيد كثير المطالب دون حصول خلافات بينهم أمر صعب وبعد فترة من التفكير قرر كوفيير استدعاء تلميذه دكتور كلوت للقيام بهذه الوظيفة"هكذا يجكى الدكتور أحمد جميل الشرقاوى فى كتابه "الطب والجراحة فى مصر.. من زمن الحملة الفرنسية وحتى العصر الحديث" عن مجيء الطبيب الأشهر كلوت إلى مصر. وقبل أن يتحدث الكتاب الصادر عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية عن عصر محمد على يرصد حال المصريين قبله، فيقول "فى كتاب وصف مصر نجد فصلا عن الأمراض الرئيسية فى مصر مثل اندلاع وباء الطاعون فى فترات متقاربة وهو ما أثبته الجبرتى فى تاريخه كما يذكر التقارير انتشار الدونسنتاريا والرمد والجدرى، كما يذكر انتشار بعض الأمراض الجراحية مثل الفتق والدمامل والقرح ويذكر التقرير أن السكان يهملون علاج أمراضهم ولا يعالجونها فى الأغلب إلا بالرقى والأدعيات الدينية". ويتوقف الدكتور الشرقاوى فى كتابه عند مدرسة الطب بأبى زعبل، ثم تأتى قصة إنشاء مدرسة الطب التى تكاد أن تكون ملحمة تضافرت فيها الإرادة السياسية ومهارة كلوت بك لتخطى العقبات الدينية والاجتماعية حتى ظهرت هذه المدرسة واستقرت لتعانى من هزات فى فترتى حكم عباس وسعيد باشا وخصوصًا أثناء حرب القرم حيث أغلقت المدرسة أبوابها أمام الطلاب لفترة. والدكتور أحمد جميل الشرقاوى الذى يعمل أستاذا للجراحة بكلية الطب جامعة القاهرة يشير أيضا إلى ثورة 1919 ويتوقف عند الظروف السياسية التى صاحبتها الصحوة المصرية فى مجالات السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة، ويشير الكتاب إلى أنه مع بدء المظاهرات توجهت إلى مدرسة الطب فانضم طلبتها على الفور إلى تلك المظاهرات وحاول ناظر المدرسة دكتور كيتنج منع طلبة الكلية من التظاهر فحدثت مشادة بينهم وبينه انتهت بأن دفعه الطلبة حتى طرحوه أرضا وفقد دكتور كيتنج العتيد الذى كان ناظرا لمدة 19 سنة هيبته فى هذا اليوم وقدم استقالته. يكشف الكتاب معلومات شيقة وقيمة حول تاريخ مهنة الطب فى مصر حيث بدأ التدريس فى مدرسة الطب باللغتين الإيطالية والفرنسية مع ترجمة فورية للشرح إلى اللغة العربية. كما يكتشف القارئ أن خريجى المدرسة كانوا يحصلون على رتبة عسكرية حيث كان الخريج يسمى ضابط صحة وكان كلوت بك يرفض إضافة لقب دكتور للخريجين حيث إن هذا اللقب كان يستلزم دراسات إضافية وإعداد رسالة. كما تناول الكتاب أيضًا تاريخ إنشاء مدرستى الصيدلة والطب البيطرى وطب الأسنان بالإضافة إلى الجمعيات الطبية والمستشفيات الكبرى ومنها على سبيل المثال: جمعية الهلال الأحمر، مستشفى الكلب، مبرة محمد على ومعهد بحوث أمراض الرمد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;