يحتفل، غدًا الجمعة، الكاتب وائل السمرى نائب رئيس تحرير انفراد ورئيس القسم الثقافى بكتابه "ابنى يعلمنى" والصادر عن الدار المصرية اللبنانية، وذلك بإقامة حفل توقيع للكتاب فى الرابعة عصراً وحتى السادسة مساءً، وذلك فى جناح الدار أمام سراى إيطاليا بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وكتاب "ابنى يعلمنى" يعد بحسب وصف النقاد له أول كتاب من نوعه فى الأدب العربى فى رصد تجربة الأبوة وملامح تكون علاقة الأب بالابن والابن بالأب، وفى هذا كتب الدكتور عمار على حسن فى مقالة فى جريدة "الوطن" وموقع "24" الإمارتى بعنوان "ابنى يعلمنى"، "جاءت تجربة السمرى، العامرة بالمعانى، مسربلة بروح شعرية ظاهرة، وهو ما أعطاها عمقاً جديداً أضيف إلى ما احتوته من تأملات فلسفية، وبصائر إيمانية، وتصورات اجتماعية، ورؤى تربوية، وحكايات متعددة حول الحب والزواج والأبوة والأمومة والشعور بالمسئولية حيال الأسرة منذ لحظة تشكلها، طارحاً كل هذا فى واحد وعشرين درساً، دون أن ينظر إلى القارئ من علٍ وكأنه يعلمه، إنما يقف إلى جانبه ويبوح له، ويناشده أن يشاركه هذا الحديث الهامس".
كما أضاف " وهذا تحدٍ أراد السمرى أن يستجيب له بإطلاق دفقات عميقة من الدفء الإنسانى فى تجربته، التى رفع فيها الميلاد فوق الموت عالياً، وانتصر للبدايات على النهايات، سارداً هذه التجربة بضمير المخاطب، وكأنه يدفعنا جميعاً إلى أن نشاركه ما عاش وقال وكتب، أو نضع أنفسنا موضعه، ونستعيد لحظات لم نلتفت إليها حق الالتفات، ولم نهتم بها عظيم الاهتمام، أو التفتنا واهتممنا لكننا لم نسارع إلى تسجيلها وهى طازجة غضة، فسجلها السمرى نيابة عنا جميعاً".
بينما أضاف الروائى أشرف العشماوى، قائلاً "وإذا ما كان المبدعون فى الأغلب، يلجأون لتجربة الموت أو فكرة الخلود، ليدوروا حولها، من خلال الشعر والرواية والقصة القصيرة، إلا أن السمرى، اختار بثقة لحظة الميلاد، لمحاولة الوصول إلى بُعد فلسفى هو ما بعد الوجود من خلال أجمل ما فيه ألا وهو "أطفالنا".
أما الكاتب الصحفى سعيد الشحات يقول "وضع وائل نفسه فى موضع «التلميذ» الذى يتلقى دروسا من «المعلم»، والمعلم الذى يعنيه هو ابنه الذى أخذ هذا المقام منذ ولادته ومنذ النظرة الأولى عليه، وفى كل درس من الدروس العشرين التى يشملها الكتاب، نجد ترتيبا زمنيا يحيلك إلى تأمل حالة الأبوة التى تبدأ فور أن يعرف الشخص أن امتدادا له سوف يأتى، ويظل على هذا الحال طوال تسعة أشهر، ولما يولد الطفل، يستوقف الأب، فيتأمله، وكل تأمل هو درس وحده".
واتفق معه الناقد أحمد حسن عوض قائلاً "يؤسس السمرى لمبارزة فردية جسورة بينه وبين التصورات القديمة التى تميّز الحضارات العريقة كالحضارة المصرية القديمة والحضارة العربية الإسلامية، وهى مبارزة ممتدة بدأت بنقد التصورات القديمة عن الموت المؤرق والمناوئ للحياة والمفسد لنشوة الميلاد والمهدد لدفقات الفرح المتوالية، ثم عرّجت على الجدل مع الإبداع المتتابع عبر العصور الذى استقر ليصبح عندنا فنا قائما بذاته تحت مسمى فن المراثى، إلى أن انتهت بالاشتباك مع الممارسات الأبوية اليومية التى انطوت على الخوف من الإعلان عن الابتهاج بالميلاد بوازع من قلق موروث متراكم منذ فجر البشرية البعيد، وحتى يومنا الراهن".
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى والروائى أحمد إبراهيم الشريف "يجعلك وائل السمرى فى "ابنى يعلمنى" ومن خلال "صوفية" تصبغ الكتاب وهى صوفية لا تركن لحال واحد لكن مداركها مختلفة ومدارجها متنوعة ومن خلال لغة شعرية تليق بنص يخاطب الروح، تشعر كأنك أول إنسان على وجه الأرض وأن طفلك هو الأول أيضا فى هذا العالم معا يمسك هو بيده الصغيرة يدك الكبيرة وتقودان العالم".
وأكد على ذلك الكاتب عاطف عبد المجيد حيث قال: "تعلم السمرى أن قوة الضعف الهادرة لا يمكن أن يدركها سوى أب أو إله، تعلم أن كل شىء فى الأم حقيقى والعالم من دونها محض مجاز. وبعد، فهذا كتاب ربما يكون فريدا فى محتواه، كتبه السمرى بأسلوب سلس يستمع به من تصفحه كاملا أو مر على صفحاته مرور الكرام".