فى زمن تتجه فيه أغلب دور النشر المصرية إلى إصدار العديد من الروايات والقصص القصيرة، للمشاركة بها فى الجوائز المصرية والعربية المخصصة لها، ومنها دار الشروق للنشر، يصبح من اللافت للنظر أن تجد رئيس مجلس إدارتها، المهندس إبراهيم المعلم، يحتفى بالشعر على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، فى حين أننا لا نكاد نعرف متى أصدرت "الشروق" آخر ديوان شعر سواء لكبار الشعراء أو الشباب؟.
فإذا ما فكرت أن تطلع على الصفحة الخاصة بالمهندس إبراهيم المعلم على "فيس بوك"، فمن المؤكد أنك ستفاجئ بهذا الاحتفاء الكبير بالشعر، وبما ينشره من اقتباسات شعرية مثل: الشافعى، والعقاد، إيليا أبو ماضى، صلاح عبد الصبور، كما تتنوع أيضًا بعض الاقتباسات التى يقوم بنشرها إبراهيم المعلم، إذ يقدم أحياناً مقتطفات من أعمال نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وأعمال عباس محمود العقاد، وغيرهم.
نشرت دار الشروق للعديد من رموز الأدب والثقافة والسياسة والفكر سواءً فى مصر أو فى العالم العربى، وحصلت على العديد من الجوائز، كما نشرت للعديد من شباب المبدعين، وأصدرت عددًا من الأعمال الشعرية الهامة، ولكن مع اتجاه أغلب الكتاب إلى الرواية والقصة القصيرة، فإن أغلب ما يصدر عن الدار فى الفترة الأخيرة يتمثل فى الروايات أو المجموعات القصصية، أو الأعمال المترجمة لرموز الكتاب الأجانب والحائزين على جوائز عالمية مثل نوبل للآداب.
وهنا نجد أنفسنا أمام سؤال يفرض نفسه: إذا كان إبراهيم المعلم محبًا للشعر بهذه الدرجة، فلماذا لا تهتم دار الشروق بنشر دواوين الشعر للشباب؟ أم أن استراتيجية الدار الآن تتجه للرواية والقصة القصيرة فحسب.