أعلنت هيئة الشارقة للكتاب، المنظمة لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، عن اختيارها للمملكة المتحدة البريطانية، لتكون ضيف شرف الدورة السادسة والثلاثين للمعرض، مشيرة إلى أن هذا الاختيار جاء فى إطار احتفالات عام الثقافة الإماراتية - البريطانية 2017 التى ينظمها المجلس الثقافى البريطانى بهدف تعزيز التبادل الثقافى بين الدولتين اللتين تربطهما علاقات تاريخية وطيدة امتدت على مدى عقود من الزمن.
وقال أحمد العامرى، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: يأتى اختيارنا للمملكة المتحدة ضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الشارقة الدولى للكتاب، تجسيداً لعلاقات الصداقة التى تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، القائمة على أسس راسخة من التعاون المتبادل والمصالح المشتركة فى العديد من المجالات، ولما تحفل به الثقافة البريطانية من مكانة متميزة فى العالم، عبر عدد كبير جداً من الأسماء الكبيرة فى الأدب، والفكر، والفن، وما تركته من أعمال وإصدارات أثرت مختلف الحضارات والثقافات.
وأكد "العامرى" على أن هيئة الشارقة للكتاب تحرص على تعزيز الحوار والتواصل بين مختلف الثقافات، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمد جسور التواصل مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، للعمل معاً على إثراء الثقافة الإنسانية، وتطوير التبادل المعرفي، بما يسهم فى ترسيخ المحبة والسلام بين مختلف شعوب العالم.
وأضاف "العامرى": نحتفظ فى هيئة الشارقة للكتاب بعلاقات استثنائية تجمعنا بعدد من المؤسسات والهيئات الثقافية فى المملكة المتحدة، وكنا قد رعينا خلال مشاركتنا فى الدورة الـ45 لمعرض لندن الدولى للكتاب التى أقيمت فى أبريل الماضي، فعاليات الدورة الـ31 من مؤتمر الناشرين الدوليين، التى أقيمت فى العاصمة البريطانية، كما وقعنا عدداً من مذكرات التفاهم مع دور نشر ومؤسسات بريطانية كبرى تعنى بقطاع النشر.
أحمد العامرى: جناح خاص فى معرض الشارقة حول صناعة النشر البريطانية
وكشف "العامرى" عن أن الدورة المقبلة من المعرض، ستتضمن جناحاً خاصاً يعرض أهم الإنتاجات والإصدارات الأدبية لصناعة النشر البريطانية، وسيشهد تدشين شراكة استراتيجية مع المجلس الثقافى البريطاني، تهدف إلى تنظيم برنامج ثقافى متكامل يشارك فيه نخبة من الأدباء والمؤلفين البريطانيين فى فعاليات المعرض وفى عدد من الفعاليات الأخرى التى تنظمها إمارة الشارقة ودولة الإمارات فى إطار الاحتفالات بعام التبادل الثقافى بين الدولتين الصديقتين.
من جانبها، قالت كورتينا بتلر، مدير قسم الفعاليات الأدبية فى المجلس الثقافى البريطانى: نحن سعداء باختيار المملكة المتحدة ضيف شرف للدورة المقبلة لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى يعتبر الأكبر والأهم فى العالم العربي، ويمثل فى الوقت ذاته ملتقىً ثقافياً كبيراً يجتمع فيه المثقفون والأدباء والناشرون من مختلف أنحاء العالم.
وأضافت "بتلر": لطالما أكدت إمارة الشارقة على أهمية الكتاب والثقافة كقوة دافعة للتبادل الثقافى وتعزيز الحوار والتفاهم الدولى تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذى نقدر لسموه دعمه الكبير للثقافة والمثقفين والأدباء فى جميع أرجاء العالم، ونتطلع للعمل مع معرض الشارقة الدولى للكتاب لتعزيز التبادل الثقافي، من خلال الزيارات المتبادلة التى ستتم بين المؤلفين والكتاب الإماراتيين والبريطانيين.
وتتمتع الثقافة البريطانية بمختلف مكوناتها بحضور بارز فى أوروبا والعالم، عبر عدد كبير من الأدباء، والشعراء، والمفكرين، والمسرحيين، والفنانين، الذين تركوا بصماتهم فى هذا المجال، وأصبحوا الأشهر على مستوى العالم، ومن بينهم وليم شكسبير، وجورج برنارد شو، وتشارلز ديكنز، وتوماس هاردي، وجورج إليوت، وجاين أوستن، وأجاثا كريستي، وجورج أورويل. وتعتبر إصدارات هذه القامات الأدبية البريطانية، الأكثر مبيعاً فى عالم النشر رغم مرور مئات السنين على وفاة بعضهم. وتحظى الأفلام والمسرحيات المستوحاة من أعمالهم، بإقبال كبير من الجمهور فى مختلف أنحاء العالم.
وإلى جانب الثقافة والأدب، تعتبر المملكة المتحدة من الدول المشهورة فى الموسيقى، والسينما، والفن، حيث قدمت للعالم العديد من المشاهير فى عالم الغناء ومن بينهم فرقة البيتلز، وفرقة الرولينج ستونز، والسير ألتون جون، والنجم جورج مايكل، وفى السينما من ينسى المنتج والمخرج الشهير ألفريد هتشكوك، والمخرج ريدلى سكوت، والنجوم مايكل كين، وشارلى شابلن، وشون كونري، وكيت وينسلت، إضافة إلى أشهر شخصيات أفلام الجاسوسية، جيمس بوند. وفى الفنون، تعرف الممكلة المتحدة بالعديد من الفنانين البارزين، ومن أبرزهم ديفيد هوكنى، وجون كونستابل، وداميان هيرست.
يشار إلى أن معرض الشارقة الدولى للكتاب نجح فى دورته الخامسة والثلاثين، التى أقيمت العام الماضى تحت شعار "اقرأ أكثر"، فى تسجيل رقم قياسى فى عدد الزوار مقارنة بدوراته السابقة، حيث تخطى عدد زواره 2.31 مليون زائر للمرة الأولى فى تاريخه منذ انطلاقته فى عام 1982، فيما تجاوزت حجم مبيعاته حاجز الـ176 مليون درهم وهى الأعلى فى تاريخه أيضاً، كما نجح المعرض فى العام 2016 فى استضافة أكثر من 1420 دار نشر من 60 دولة، وعرض أكثر من 1.5 مليون كتاب، ووفر الفرصة للزوار للاستمتاع بمجموعة واسعة من الأنشطة، والعديد من الفعاليات، من أبرزها برنامج فعاليات الطفل، وبرنامج الفعاليات الثقافية، والمقهى الثقافى، وركن الطهى، ومحطة التواصل الاجتماعى.