قال عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين، إن الدولة لم تدخل بعد بقوة فى دعم صناعة الكتب، ولا توجد ضمانات حقيقية فى حماية الحقوق الملكية للكتاب فى مؤلفاتهم وأعمالهم الأدبية، موضحاً أن القانون الحالى غير رادع، مما أدى إلى ازدهار سرقة وتزوير الكتب وطباعتها بشكل ردىء وبسعر أرخص من الذى يصدره كاتبه عبر دور النشر.
وأضاف رئيس اتحاد الناشرين خلال كلمته بندوة "قضايا وإشكاليات النشر" بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ47، أن المشاكل التى تواجه دور النشر فى طباعة الكتب كثيرة، آخرها ضريبة القيمة المضافة على أسعار الورق والحبر والتى ستساهم فى رفع أسعار الكتب، وبعد تقديم شكاوى تم إعفاء نشر الضريبة على مواد طباعة الكتب، مؤكداً أنه قدم طلبات لوزارة الشباب والرياضة للسماح بتزويد مراكز الشباب على مستوى الجمهورية لعمل انتعاش ونشاط مكتبى متنوع للشباب، ولكن لم نجد أى ردود أو استجابة .
وأكد "المصرى" على وجود قيود كبيرة حول تصدير الكتب إلى الدول العربية، حيث يأخذ التصريح ٦ شهور لتداول الكتب بالمملكة العربية السعودية، مضيفا أنه على الرغم من أن عملية تصدير الكتب تُدخل للدولة العملة الصعبة إلا أنها توقفت فى أسواق عربية تشهد صراعات ونزاعات مستمرة كاليمن وسوريا وليبيا، ولا يوجد تحرك حقيقى ملموس من المسئولين على أرض الواقع للنجاة بصناعة الكتب إلى بر الأمان.
ومن جانبه قال محمد هاشم، رئيس دار ميريت للنشر، إنه على الرغم مما يلحق بوزير الثقافة من خطورة مواجهة الجماعات التكفيرية إلا أن الدولة تتحمل مسئولية دعم الكتب بالحفاظ على التسعيرات والحبكة الفنية للطباعة، مضيفاً أن الدولة فى ستينات القرن الماضى كانت تقدم المشاريع الثقافية المختلفة كمكتبة الفصل لحق الطفل الحصول على كتاب لدعمهم فى الاطلاع والمعرفة .
وأضاف "هاشم " خلال كلمته بندوة "قضايا وإشكاليات النشر" أن الأجهزة الثقافية بالدولة عليها أن تراجع نفسها من خلال التصعيد والمواجهة الحقيقية وترشيد الميزانيات المهدرة فى كتب غير منافسة، لافتا إلى ضرورة عدم فرض وصايا على الآخرين وعدم حبس الأشخاص لمجرد الاختلاف فى الآراء ووجهات النظر.
بينما قال عبد الرحمن حجازى، إن هناك مئات من المؤلفات سنوياً يتم طباعتها عبر ميزانية محددة ولكن على الرغم من ذلك لا يتم طباعة باقى الكتب الأخرى، مضيفاً أن هذه الكتب غير المطبوعة تضم أعمالاً أدبية لها قيمة إبداعية كبيرة، ولكن هناك مشكلات كثيرة تتعلق بدور النشر الحكومية تتمثل فى تحكّم الميزانية فى الطباعة وليست الأهمية، بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بعملية التوزيع مما يؤثر بالسلب على عملية ظهور الكتب إلى النور.
وأضاف "حجازى" أن هناك مشكلة أيضاً تتمثل فى عملية اختيار المئات من الأعمال الأدبية فى القصة والشعر والتأليف تحت التزامات وقوانين صارمة بحيث يتم اختيار الكتب التى تناسب الظروف الحالية.
وتابع، أن دور النشر الحكومية تلجأ إلى طباعة الكتب بتكاليف وأسعار رخيصة، الأمر الذى يؤدى إلى تقليل جودة الكتب وتأخذ المطبوعات شكل ردىء، بالإضافة إلى مشاكل بالغلاف والتصحيح والذى يؤثر فى توزيع وترويج الكتب بالأسواق.