قال الدكتور هانى ضوه، إن كتاب إحياء علوم الدين، جمع بين العقيدة والفقه، فهو كان ولا يزال نقلة كبيرة فى التراث الإنسانى، يناقش العديد من الأشياء التى تشغل أمور الدنيا والناس، والكتاب إحياء للعديد من المذاهب والمدارس الفكرية المختلفة.
جاء ذلك فى مناقشة الكتاب التراثى "إحياء علوم الدين" للكاتب أبو حامد الغزالى، بمشاركة الدكتور فتحى حجازى وطارق أبو هشيمة والدكتور هانى ضوه، فى قاعة سهير القلماوى، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 48.
وأوضح هانى ضوه، أن الإمام الغزالى عاصر مجتمعا غرق فى الملذات وبحث عن المناصب والسلطة، لذا الكتاب تمكن من الغوص فى النفس البشرية ليستخلص فترة حسن الخلق ونفع الإنسان.
وقال الدكتور فتحى حجازى، إن كتاب إحياء علوم الدين، له أثره فى المشارق والمغارب، فالإمام الغزالى يعتبر جامع لكل العلوم، مضيفا أن الإمام الغزالى هو صاحب مقولة "العلم فى الرأس ليس فى الكراس"، وهذا لأنه كان لا يخاف من سرقة أعماله لأنه كان يردد أن العلم فى رأسه وليس فى أوراقه.
وأوضح فتحى حجازى، أن كتاب علوم الدين، هو ما تخذ من القرآن ومن السنة ومن كلام الصحابة، فالإمام الغزالى فكر وقرأ كثيراً من أجل الوقف فى الأمور التى تنجينا من المعاصى ومن غضب الله وبدأها بالتوبة فى مقدمة الامور المنجية.
وتابع فتحى حجازى، أن الأمام الغزالى وقف على بعض المعانى التى تتناول الخوف من الله والرجاء فى الله والزهد والتوكل والأنس بالله والصدق والأخلاق، وتحدث عن المراقبة، والتفكر، وفى النهاية كتب عن ذكر الموت.
ولفت فتحى حجازى، إلى أنه تحدث عن المهلكات، والتى منها القلب، وشهوة البطن، وآفات اللسان والغضب والحقد، والبخل وحب المال، والكبر والغرور، مضيفا أن فى الربع الثالث من كتاب علوم الدين، تحدث الإمام الغزالى عن آداب الطعام والشرب والكسب والحلال والحرام، والآلفة والصحبة والإخوة، وتحدث أيضا عن آداب السمع والبصر والنهى عن المنكر وعن آداب المعيشة العبادة والطاهر والصلاة والصيام والحج وآداب تلاوة القران والأذكار والدعوات.
وفى السياق ذاته، قال طارق أبو هشيمة، أننا نشاهد حاليا أن الكتب المؤلفة تفتقد إلى منهج علمى، مضيفا أن الإمام الغزالى كتب فى أمور الدين على قواعد علمية، معتمداً على أربعة مذاهب بدأها بالعبادات ثم المهلكات.
ولفت طارق أبو هشيمة، إلى أن الشباب تبحث لتفهم كتب التراث الإسلامى، من غير الرجوع إلى الشيوخ أو علماء دين، فلذلك يقومون بفهم الأمور الدينية بطريقة خاطئة، وهذا يرجع إلى أن كتب التراث تحمل دائما معنى ظاهر ومعنى باطن، فالمعنى الباطنى لا يفهمه إلا علماء الدين أو الشيوخ لهذا يجب شرح كتب التراث على يد علماء الدين.
وأكد طارق أبو هشيمة، أن هذا الفهم الخاطئ للتراث يخرج شبابا متطرفين مثل الجماعات التكفيرية.