نظمت مؤسسة "مصر لكل أهلها"، ورشة ثقافية عن العنف، وذلك بقاعة الكلمة بساقية الصاوى بالزمالك.
وبدأت الورشة التى أدارها الدكتور نبيل القط، استشارى الطب النفسى، بتعريف كلمة العنف بمفهومها العام حسبما أوضحته منظمة الصحة العالمية، مبينا أنواع العنف المختلفة.
وأشار القط، خلال الورشة أن ممارس العنف، يضار منه كما يضر الآخرين، مبينا أن تلك الممارسة تقلل من فرص الإنسان على العمل والإبداع، كما أنه يفقده المودة والعلاقات الطيبة بالآخرين، مشددا فى الوقت ذاته على أن الإنسان الممارس ضده العنف، يصاب بفقدان الثقة فى أغلب ممن حوله.
وكشف "القط" خلال الورشة إنه بحسب دراسة أجريت عام 2013 عن حالات الوفاة التى جاءت بسبب العنف كانت مليون وثلاثمائة ألف حالة، موضحا أن 31 ألف فقط من تلك الحالات كانوا بسبب حروب، فيما وصلت حالات الانتحار نتيجة تعرض المنتحرين للعنف لـ800 ألف حالة، فما مثلت النسبة الباقية العنف الشخصى، مؤكدا أن الميديا و"ألعاب البلاستيشن القتالية" تؤثر بشكل مباشر فى زيادة نسبة العنف خاصة عند الأطفال، هذا بالإضافة إلى بعض الموروثات الثقافية الخاطئة مثل ختان الإناث والثأر فى مدن الصعيد فى مصر.
وأكد استشارى الطب النفسى، إن 93% من المصريين يتعرضون لممارسة العنف ضدهم بأشكال مختلفة فى سن الصغر، موضحا أيضا أن سنغافورة واليابان أقل البلدان من حيث نسب العنف العالمية، فيما تشهد جنوب أفريقيا النسبة الأكبر من العنف وأغلبها على أساس عنصرى، مبينا أن مجتمع يسمى "السماى" بماليزيا يعتبر الوحيد فى العالم الخالى من العنف ولا يصنع الأسلحة ولا يحمل سكانه الأسلحة.
وأضاف "القط" أن الإنسان بطبيعة تكوينه لديه استعداد للعنف، ولكنه أيضا لديه وعى يميزه عن سائر المخلوقات الآخرى، ما يؤهله لتحويل طاقة العنف هذه إلى أشياء أخرى مفيدة، وأشار إلى تحويل دولة مثل اليونان قديما العنف إلى ألعاب رياضية مفيدة، مشيرا إلى أن ممارسة الرياضة من شأنها التقليل من طاقة العنف داخل الإنسان.
وأوضح الدكتور نبيل القط، أن الإنسان يمتلك جهازا يطلق عليه "جهاز الخطر"، يكون من شأنه تعطيل بعض أجهزة الجسم أو فقدان الجسم بعضا من خصائصه، وذلك سواء كان الإنسان ممارسا للعنف أو يمارس ضده.