قال الكاتب السياسى عبد الله السناوى إن آخر ما طلبه الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل قبل رحليهمن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو ضرورة الإفراج عن شباب المعتلقين، وخاصة أحمد دومة.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت، ظهر اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ48، فى قاعة صلاح عبد الصبور، تحت عنوان "شخصيات لها تاريخ.. هيكل"، وتحدث فيها كل من الدكتور محمد عبد الهادى علام، وعبد الله السناوى، والدكتور خالد عبد الهادى "الأردنى"، وأدار الندوة الكاتب الكبير يوسف القعيد.
وقال عبد الله السناوى إن شخصية هيكل على عكس ما يظن البعض أنه رجل من الماضى، فبرأيى أنه رجل يستشرف المستقبل، كما أنه دائماً ما كان يؤكد أهمية عدم الوصاية على المستقبل، وكذلك عدم كسر إرادة الشباب التى ينتج عنها الصدام بين الدولة وبين الشباب، وكان آخر طلبه "هيكل" من الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الإفراج عن الشباب المعتقلين، وخاصة أحمد دومة.
وقال عبد الله السناوى إن السؤال عن المستقبل دائماً ما كان يشغل الأستاذ "هيكل"، مشيرًا إلى أن هناك ثلاث وقفات لـ"هيكل" حول هذا السؤال، أولها المستقبل الآن، ففى مناسبة الاحتفاء بمرور 50 سنة على ثورة يوليو، لم يكن هيكل منشغلاً بالماضى، بقدر انشغاله بالمستقبل، وكان يتساءل حول وجود عدم وقت كافى، وأن القضية ليست استبدال مبارك برجل آخر، كما تعرض لسيناريو التوريث فى ذلك الوقت، وكان حينها مبارك مازال رئيسًا.
وأضاف "السناوى": لم يكن "هيكل" أول من تحدث عن سيناريو التوريث فى ذلك الوقت من خريف 2002، وأنا أشبه حديثه حيذاك بضرب قنبلة نووية، وهو ما شجع القوى السياسية والصحف للحديث حوله، ومن بعد حديثه نشأت حركة كفاية، وبدأ المجرى العام الذى أوصلنا إلى يناير 2011، وهو ما يدل على أن حديث "هيكل" أوصلنا إلى المستقبل الذى نعيشه.
وأشار "السناوى" إلى أن هيكل قدم محاضرة بعنوان "أزمة العرب ومستقبلهم"، ألقاها فى باريس، وهى المحاضرة الوحيدة التى طبعت ثلاث مرات، كان آخرها ما صدر فى كتابه عن مبارك وزمانه، حيث نشر فيه نفس المحاضرة، وأعتقد أن هذه المحاضرة لها قيمة خاصة لديه، وهى بحاجة شديدة لإعادة قرائها وما يتوقعه فيها من قراءة للواقع العربي وفقاً لما توفر لديه من معلومات
وأضاف "السناوى"، أما عن المرة الثالثة، فكانت محاضرة فى الجامعة الأمريكية بعد ثورة يناير 2011، ودعا إلى تشكيل فريق معنى بقراءة المستقبل، مؤكدًا على أن ثقافة المستقبل ليست ادعاء، ولا تنشأ من الفرغ، وإذا لم نقرأ الماضى جيدًا لنعرف ما حدث فلن نتقدم إلى الأمام، وكان أول ما تحدث عنه "هيكل" هو المسألة السياسية، فقد حاول بقدر ما يستطيع أن يضىء الطريق لكن صناع القرار فى ذلك الوقت ربما لم يستمع أحد منهم.