قال الروائى السودانى الكبير عبد العزير بركة ساكن، تعقيبًا على مصادرة المصنفات الأدبية السودانية روايته "مسيح دارفور" - التى تم طرحها بمعرض للكتاب نظمه اتحاد الكتاب السودانيين بداره فى الخرطوم: "إن هذا الأمر غير مستغرب من سلطة بوليسية لا تؤمن بحرية الرأى وحرية النشر، وضد الحريات المدنية" حسب تعبيره.
وأضاف ساكن، فى تصريح خاص لـ"انفراد": "أنه فى دولة شمولية قاهرة وتحت قيادة رئيس مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو مهندس مجازر "دارفور وجمال النوبة والنيل الأزرق"، وقاتل للمتظاهرين فى الخرطوم، ليس غريبًا مصادرة كتاب"، مشيرًا إلى أن ما يجعله يتعجب ويراه أمرًا غريبًا هو أن بعض المحسوبين على الثقافة والأدب مثل "البشير السهل جمعة" مسئول المصنفات، وبعض الأدباء وكان أحدهم رئيس اتحاد الكتاب السودانيين وهو روائى مشهور من الرعيل الأول وغيرهما هم الذى يقومون إما بتطبيق رؤية الحكومة فيما يخص الحد من الحريات مثل "البشير السهل"، أو يكتبون التقارير ضد أعمال الأدباء ويوشون بهم مثل ذلك الروائى وغيره.
وأكد ساكن، المقيم حاليًا بالنمسا، ما أشار إليه فى حوار سابق، من أن الرئيس السودانى عمر البشير يستخدم قضية "حلايب وشلاتين" ككارتٍ فى حالة خلافه مع الحكومة المصرية، مؤكدًا أنه غير جاد فى حل المشكلة أو تسويتها، وهو ما ظهر الآن جليًا" حسب رأى بركة ساكن.
جدير بالذكر أن المصنفات الأدبية والفنية فى السودان صادرت، أول أمس، 10 كتب سياسية وثقافية من معرض للكتاب نظمه اتحاد الكتاب السودانيين بداره فى الخرطوم.
وقال عارضى، كتب بدار الاتحاد لـ"الطريق": إن "رجال المصنفات لم يقدموا أسبابًا للمصادرة.. وأشاروا فقط إلى أن هذه الكتب ممنوعة من التوزيع على الرغم من أن بعضها طبع قبل سنوات وتم توزيعها، مثل راية بركة ساكن".
وبين مجموعة الكتب التى تمت مصادرتها رواية الكاتب فرانسيس دينق "طائر الشوم" ورواية "مسيح دارفور" للكاتب عبد العزيز بركة ساكن.
من جانبها تبرر السلطات السودانية مصادرات الكتب إبان تنظيم أى فعالية لعرض الكتب فى البلاد إلى مخالفتها للقيم السودانية- دون توضيح أكثر.
وكان اتحاد الكتاب السودانيين قد أطلق، يوم السبت الماضى، النسخة الثانية من فعالية "رواق الورَّاقين"، ضمن فعاليات احتفالاته بميلاده الثالث، بعد توقيف امتد لنحو عامين.