تحتفى بعض الدول والمؤسسات الغربية بحضارة مصر، والتى كان آخرها احتفاء اليونان بمدينة الفيوم، باعتبارها أهم المدن الثقافية والحضارية، خاصة بعدما اختار المركز الثقافى المصرى بـ أثينا الفيوم مدينة الثفافة فى مهرجان الفنون السادس، ومن قبل طالب المستعرب الإنجليزى دنيس جونسون ديفز، الذى اهتم بترجمة نجيب محفوظ وقدمه فى أكثر من 10 كتب مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، بأن يدفن فى الفيوم، ومع ذلك نلحظ أن المدينة العريقة تعانى قدرا كبيرا من الإهمال الثقافى لا يليق بتاريخها.
ومن جانبه قال عالم المصريات بسام الشماع، أن الفيوم ضمن المدن المظلومة حضارياً وسياحيا، مثلها مثل الواحات ومرسى مطروح وبنى سويف،
وأوضح الشماع، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن ميزة الفيوم ترجع لكونها واحدة من أهم خمس مزارات سياحية فى مصر، ومن مميزاتها أنها قريبة من القاهرة الكبرى، مما يتيح للسائح قضاء يوم أو يومين فيها، وأيضا تضم آثار حضارية تاريخية وبيئية وطبيعية وأيضا ترفيهية، إضافة إلى هذا لا تعتمد الفيوم على آثارها المصرية القديمة زمن حكم اليونان والرومان فقط، لكنها تفجر مفاجآت تاريخية لأنها من أهم مناطق فى مصر من حيث توافر بقايا عصور من قبل التاريخ التى تتواجد فى متحف وادى الحيتان، وأيضا يتواجد فى الفيوم متحف الديناصورات.
وأشار الشماع، إلى أن الفيوم تضم نوادر كثيرة، على سبيل المثال وادى الريان وبحيرة قارون وأيضا قصر قارون، لافتا أن قصر قارون به تعامد شمس مثله مثل معبد أبو سمبل الذى يهتم بيه العالم وينقله الإعلام المصرى الحكومى لكنه لم يسوق بشكل أفضل.
وتابع الشماع، أن الفيوم تضم الطواقى السبع الأصلية الضخمة المبهرة جدا، فهذه الطواقى من الممكن تجذب السياحة، ويتم تسويقها من قبل نقابات المزارعين فى العالم فى بلدان العالم الصين وروسيا التى تهتم بالزراعة، مضيفا أن لابد على المحافظة وزارات الآثار والسياحة والخارجية، إلقاء محاضرات فى القناصل والمكتبات عن أهمية قصر قارون الذى يعتبر من أهم المعابد التاريخية.
وأكد الشماع، أن لابد من الاهتمام بطريق الفيوم، وأيضًا إقامة مستشفيات على جانبى الطريق وأيضًا مراكز أسعاف متطورة، إضافة إلى هذا يتم مراقبة الطريق امنيا بطائرة هليكوبتروذلك لتأمين السائحين.
ولفت الشماع، إلى أن "كوم اوشيم" يطلق عليه "كارانيس" وهى اطلال مدينة قديمة بها بقايا حمامات ملونة بها، معصرة من الجرانيب وبها بقايا توابيت ومعابد ومنازل ومخازن وزيارتها هامة تاريخياً، إضافة إلى أن متحف كوم أوشيم يعتبر متحف صغير يضم مجموعات أثرية فى غاية الأهمية، وقصر الصاغه، وأيضا يتواجد مسلة أثرية فى ميدان الفيوم عكس القاهرة.
وتابع الشماع، أن من الفيوم أيضًا جاءت بورتريهات الفيوم التى تحاكى بشكل كبير شكل المتوفى، ومن الممكن أن نسوق لهذه البورتريهات للسائحين الهواة الراغبين فى تعلم فن البورترية.
وأكد الشماع، أن يجب أن يهتم القيادات فى البلد بشوارع الفيوم وتقديم مستنسخات من قبل وزارة الآثار للتسويق والسياحة، وتخفيض أسعار القرى السياحية وإلغاء قيمة الفيزا على جميع السائحين.
ومن جانبه قال الفنان التشكيلى محمد عبلة، إن الفيوم من أهم المدن السياحية، لكن الحكومة المصرية لا تدرك أهميتها بشكل جيد.
وأوضح عبلة، أن الفيوم تضم تراث معمارى غير تقليدى يمثل وجهاً سياحياً مصرياً أمام العالم بأكملة، مضيفا أن على المحافظة النظر للمدينة باعتبارها من أهم المدن التى ينبغى الحفاظ عليها والاهتمام بها وتسويقها.
وأضاف عبلة، أن الصحافة والإعلام لابد أن يكون لها دور فى نقل ثقافة الفيوم إلى العالم، وذلك لتحريك الحركة السياحية وإبراز السلبيات والايجابيات على الطبيعية، لافتا أن الفيوم تمتلك أهم متحف كاريكاتير فى الشرق الأوسط، لاتهتم به وزارة الثقافة المصرية.
وأشار عبلة، إلى أن متحف الكاريكاتير فى الفيوم يأتى إليه العديد من الطلاب من مختلف أنحاء العالم وذلك لتقديم رسائلهم فى الماجيستير عنه.