عبر الكاتب الدكتور عمار على حسن، عن حزنه لرحيل المفكر الكبير الدكتور عبد المنعم تلمية، اليوم، الاثنين، عن عمر ناهز الـ80 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء السياسى والفكرى والأدبى.
وقال الدكتور عمار على حسن، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، لقد كان عبد المنعم تلمية، من الأساتذة الاستثنائيين فى النقد الأدبى، لأنه حافظ دائمًا على علاقته الحميمة مع تلاميذه، وكان عطائه فى هذه الناحية أهم ما لديه من تأليف الكتب، بما يذكرنا بالمؤرخ الكبير شفيق غربال، حينما سئل: أين كتبك؟، فقال: تلاميذى.
وأضاف عمار على حسن: لقد اهتم عبد المنعم تليمة بتلاميذه بقدر اهتمامه بالكتابة النقدية لاسيما فى سنواته الأولى، وهو يضرب مثالاً ناصعًا لكبرياء المثقف أمام السياسى، لأنه خاض تجربة سياسية حين ترشح للبرلمان على قائمة حزب التجمع ولم يوفق، وضرب أيامها مثلاً على سطوة رأس المال والفساد والتزوير وقدرتهما على حسم الأمور السياسية، وليست المعرفة أو التجرد أو النزاهة.
وتابع "حسن": دائمًا ما كان يحال إلى تجربة "تليمة" على أنها كانت تجربة سياسية قاسية، وأن الأولى بالكاتب أو الناقد أو المثقف فى السياق السياسى والفاسد والمستبد، الذى نعيشه أن يلتفت إلى العمل الفكرى من أجل تغير المفاهيم، والقيم فى هذا المجتمع، لكن "تليمة" فى الوقت نفسه أعطى نموذجًا للمثقف العضوى الملتحم بالناس والجمهور الراغب فى تغيير الأوضاع دائمًا إلى الأفضل.
وقال "حسن": كان "تليمة" أيضًا يتحدث عن أعقد الأفكار بلغة بسيطة وسلسلة تصل إلى كل المستمعين، وكان يتمتع فى هذه الناحية بمهارة واضحة.