تفتتح مؤسسة الشارقة للفنون المعرض الاستعادى للفنان أحمد مرسى "خيالات حوارية"، اليوم، وذلك فى متحف الشارقة للفنون بمنطقة الشويهين فى تمام الساعة السادسة مساء.
ويقدم المعرض لوحات مرسى التشخيصية والفانتازية ورسوماته السريالية الكبرى، التى تمثل إضاءة على روح الشاعر الكامنة فى أعماقه، إلى جانب تصاميمه فى المسرح، كما يحتوى مواد أرشيفية تشمل مؤلفاته وكتاباته وذلك فى استعراض لمنجزه الفنى والثقافى منذ أربعينيات القرن الماضى حتى يومنا الحاضر.
وشارك فى تقييم هذا المعرض حور القاسمى رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والدكتور صلاح حسن بروفسور كرسى أستاذية جولدوين سميث ومدير معهد دراسات الحداثة المقارنة فى جامعة كورنيل.
ويشار إلى أن الفنان أحمد مرسى يعمل برمزية عالية ليخلق تمثيلات شعرية لأحداث وأمكنة واقعية دون أن تفارقه تأثيرات الميثولوجيا والخيال واللا وعى، ولتشكل الذاكرة ومسار الزمن والتأمل والعزلة والغنائية العناصر الأساسية فى أعماله الفنية، شكلت الاسكندرية وما زالت فضاء مرسى الحيوى بما يتخطى حدود الزمان والمكان، فهو لا يرسم الماضى ولا يستسلم لغوايته بل يجسد فى لوحاته ما يطلق عليه "الروح المصرية الفريدة"، ما يستدعى 7 آلاف سنة من التقاليد والأجواء المغمورة ببحار الحاضر الجيوسياسية والأخلاقية، وعلى الرغم من إقامة مرسى فى نيويورك منذ عام 1974 فإنه مازال على صلة وثيقة بـ "مدرسة الإسكندرية" التسمية التى أطلقها الروائى والناقد المصرى إدوار الخراط على مجموعة من المفكرين الأحرار المنتمين إلى جيل الأربعينيات فى الاسكندرية
وقال أحمد مرسى عن معرضه الاستعادى الأول هذا " أسدل ديوانى الشعرى "موسم الهجرة إلى الزمن الآخر" الستار على عالمى الشعرى، وجاء صدوره بعد كتاب الأعمال الشعرية الكاملة المتضمن أكثر من 1000 صفحة أما عن عالمى الآخر، وهو عالم الفنون البصرية، فإنه ورغم وصولى إلى سن 87 فى 9 مارس 2017، أى بعد افتتاح هذا المعرض بأسبوع والذى يعد أول معرض استعادى لأعمالى خارج مصر، فإننى ما زلت فى صدد اكتشاف أسرارى.
وفى هذا السياق، قال الدكتور صلاح حسن المشارك فى تقييم المعرض إن أحمد مرسى فنان متعدد المواهب يتنقل بسلاسة بين أنواع الفنون وطرق التعبير المختلفة. ويمثل مرسى ما أصبح يعرف باسم مدرسة الإسكندرية، فى المشهد الأدبى والفنى المصرى، فهو رسام بارع، وشاعر بليغ، وناقد أدبى وفنى ممتاز امتدت مسيرته المهنية لأكثر من خمسة عقود".
وأوضح صلاح حسن مرسى عاش فى ثلاث قارات وتجاربه الحياتية فيها أثرت على عوالمه الفنية معتبراً "إنجازاته الفنية تجسيداً لتعدد الأصوات، فهو شاعر التصوير ومصوّر الشعر، كما قال عنه الناقد المصرى سمير غريب، مضيفا أن القوة الموحدة التى تزيد من تعقيد أعماله وتتحدى أى قراءة فردية تكمن فى "الروح السريالية التى تتخلل جميع إنجازاته عبر مختلف الوسائل الفنية، ومن هنا استمد هذا المعرض الاستعادى عنوانه من فكرة خيالات حوارية للتعبير عن النصية المتداخلة وتعددية الأصوات التى صاغ عبرها مرسى مواهبه الإبداعية، وتجاربه التى لا تعد ولا تحصى باستخدام الوسائط الفنية المختلفة.
فالمعرض يضم مجموعة من الأعمال التى تحتوى أعمال أحمد مرسى من بداية مسيرته الفنية فى مسقط رأسه الإسكندرية، إلى بغداد والقاهرة، وصولاً إلى نيويورك التى يقيم فيها منذ مطلع السبعينيات، إضافة إلى لوحاته ورسوماته السريالية الكبيرة، يضم المعرض كذلك تجاربه فى الطباعة، وتصاميمه المسرحية، وكتبه الفنية، وهى وسائط لعبت دوراً رائداً فى السياق الفنى المصرى وتعرض مجموعة كبيرة من المواد الأرشيفية لتسلط الضوء على إسهاماته فى عالم الشعر والنقد الفنى بما فى ذلك مؤلفاته وغيرها من الأعمال لتأطير تعابيره الفنية الغنية والمتعددة.
وعرف عن مرسى أنه أيضاً شاعراً حيث أصدر عام 1949 ديوانه الشعرى "أغانى المحاريب خطوات فى الظلام" ولم يكن قد تجاوز التاسعة عشرة من عمره، كما ساهم عام 1968 إلى جانب كل من إدور الخراط، وإبراهيم منصور، وجميل عطية، وسيد حجاب وآخرين فى تأسيس مجلة "جاليرى 86" الطليعية، وشغل منصب رئيس تحريرها، ولتشكل هذه المجلة المصدر الثقافى المرموق والصوت الأبرز فى الحداثة المصرية الجديدة.