أطلق الدكتور فتحى صالح خبير التراث والمدير الشرفى لمركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى، أحد المراكز البحثية بمكتبة الإسكندرية، دعوة لإحياء مشروع ذاكرة العالم العربى الذى يهدف الى توثيق وتسجيل التراث المادى وغير المادى للدول العربية، وأشار إلى أن المشروع أطلقته جامعة الدول العربية وتم العمل فيه لمدة 4 سنوات وكان ينتظر جنى ثمارة فى 2011 بإطلاق بوابته عبر " الإنترنت"، إلا أنه توقف بسبب الثورات المتتالية فى بعض الدول العربية .
جاء ذلك خلال مشاركة مركز توثيق التراث فى فعاليات الاحتفال بيوم التراث العربى الذى أقره مجلس الجامعة الدول العربية فى مارس 2016، وعقد أول اجتماعاته أول امس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، بحضور نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزيرى الأوقاف والثقافة وممثلين لكل من وزارتى الاّثار والسياحة وممثل عن فضيلة شيخ الأزهر، كما شارك عدد من الأساتذة المعنيين بالتراث، وممثلى من منظمة اليونيسكو والإلسكو والاسيسكو، والبرلمان العربى، ومنظمات المجتمع المدنى .
كما شدد الدكتور فتحى صالح، خلال كلمته على ضرورة تنسيق الجهود فى مواجهة الخطر الذى يهدد الإرث الثقافى للمنطقة نتيجة لتعرض الآثار للنهب والتهريب والتدمير على أيدى ناهبى الآثار والمجرمين، مؤكدا على عظمة الحضارة العربية وإسهاماتها فى كافة العلوم خاصة عن إسهامات الحضارة العربية والإسلامية فى علم الفلك .
واستعرض المهندس محمد فاروق، مدير مركز توثيق التراث، دور التقنيات الحديثة فى توثيق ونشر التراث، أعقبها بكلمة أكد فيها على أن تخصيص يوم للتراث العربى يرسى ركائز أساسية، تتمثّل فى الجانب التوعوى والتثقيفى الذى تعمل فعاليات اليوم على تحقيقه، وإيصال رسالة التراث إلى كافة شرائح المجتمع ومختلف فئاته وأطيافه، مؤكدا على المسؤولية الجماعية فى حماية التراث الإنسانى، داعيا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية فى مواجهة سرقة التراث والعبث به وتدميره من قبل جماعات أرهابية .
ومن جانبه قال محمد إسماعيل القائم بأعمال نائب مدير مركز توثيق التراث وعضو مجلس إدارة اللجنة الوطنية للمجلس الدولى للمتاحف، بأن المركز شارك أيضاً فى المعرض الذى أقيم على هامش الاحتفالية بعرض فيلم قصير يستعرض إسهامات الصوفى الرازى فى علم الفلك كما جاء فى مخطوط "صور الكواكب الثمانية والأربعين.
وأضاف محمد إسماعيل أن المركز يعمل وفق خطة للتعريف بالجوانب المختلفة للتراث المصرى والعربى باستخدام أحدث أساليب النشر، لرفع الوعى الجماهيرى بقيمة هذا التراث، عبر قنوات النشر المختلفة، وكذلك بالتعاون مع الهيئات العاملة فى مجال صون ونشر التراث.