عن دار نشر أنباء روسيا صدر كتاب (الإعلام الروسى من جورباتشوف إلى بوتين) للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الإعلام الدولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
فمنذ أن كتب جيل الرواد عن المدرسة الاشتراكية فى الإعلام لم تصدر دور النشر العربية - خاصة تلك المتخصصة فى الإعلام - شيئا عن إعلام ما بعد زلزال انهيار الاتحاد السوفيتى السابق عام 1991.
وقد تعرض الإعلام الروسى لانقلابات عدة فى الفترة من 1991 إلى 2016 على صعيد الملكية والحرية وسياسات التحرير، وكذا على صعيد طبيعة جمهوره والقائم بالاتصال، ويحاول هذا الكتاب أن يقدم عبر ما يقرب من ربع قرن صورة بانورامية عن الإعلام الروسى، خاصة علاقته بالسلطة السياسية ورجال الإعمال.
فى خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة من سيطرة فلاديمير بوتين على روسيا كرئيس وكرئيس وزراء، طورت روسيا بشكل حثيث نوعا حديثا من الإعلام الذى يتبنى التكنولوجيا الغربية المتقدمة لتقديم وجهة النظر الحكومية للكرملين والرئيس إلى الجمهور الروسى والعالم أجمع، وأعاد بوتين هيكلة الإعلام الروسى الذى يحوز شعبية فى روسيا بتغيير نمط ملكيته أو تغيير إدارته، لكى يؤسس لسيطرة مركزية أكثر عليه وليذيع رسائل متشابهة لم تتحقق منذ الحقبة السوفيتية.
وإذا كانت صورة العرب النمطية فى إعلام الدول الغربية كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا معروفة بحكم التراكم المعرفى الكبير، فإن صورتهم فى إعلام روسيا قليل ما يتم رصدها وتحليلها، فالعرب عندما نفضوا الاهتمام عن روسيا فى التسعينات، علت وبقوة الأصوات الصهيونية فى الإعلام الروسى وهو سبب أخر لأهمية دراسة هذا الإعلام.
يرصد الكتاب أيضا الإطار الاقتصادى والسياسى للإعلام الروسى أو التطور الاقتصادى والسياسى فى روسيا فى ربع القرن الأخير، ويركز على تطور ملكية الإعلام الروسى وانعكاساته، وعلى تشخيص النظام الإعلامى الروسى الراهن الذى أسس لنظام جديد هجين فيه ملامح ليبرالية وأخرى سلطوية.