على شاطئ بحر مدينة غزة، تراصت أجزاء لوحة كبيرة منحوتة على الرمل، فى مشهدٍ فنى هو الأول من نوعه فى القطاع المحاصر إسرائيليا منذ أكثر من عشرة أعوام.
وعبر أشكال هندسية متنوعة تروى محطات تاريخية وأحداث دامية عاصرها الشعب الفلسطينى، عرض الفنان الشاب أسامة سبيتة، مساء الخميس، لوحته فى معرض حمل اسم "الأرض بتتكلم".
وقرب ميناء غزة البحرى، بعيدا عن القاعات المغلقة، لفتت لوحة سبيتة التى نقشها على الرمال بأصابعه وباستخدام "مجرفة حديدية" صغيرة، انتباه وإعجاب الزائرين.
وأمضى الرسام الفلسطينى يوما كاملا فى نحت لوحته (75 مترا مربعا)، التى عرضها فى الهواء الطلق، أمام العشرات من الفلسطينيين وعدسات كاميرات وسائل الإعلام.
وعلى اللوحة الأرضية نقش الفنان "سبيتة" كلمات وأشكال هندسية دقيقة وصور تعبر عن الحروب الإسرائيلية الأخيرة التى شهدها قطاع غزة، وتؤكد على رفض الحصار.
وشهد قطاع غزة المحاصر ثلاث حروب شنتها إسرائيل بين العامين 2008 و2014 كان أعنفها الحرب الأخيرة قبل أكثر من عامين والتى أدت إلى مقتل 2323 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً، بحسب بيانات رسمية.
كما رسم الفنان الغزى المجازر التى قامت إسرائيل بارتكابها بحق الفلسطينيين على مدار التاريخ، ومن أبرزها "صبرا وشاتيلا"، التى وقعت بمخيمى صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين فى لبنان عام 1982.
وقال "سبيتة" الذى اشتهر بنقش رسوماته منذ أكثر من عامين على رمال الشاطئ، إن لوحته "تعبر عن الأوضاع الصعبة التى عاشها الشعب الفلسطينى منذ النكبة عام 1948 وحتى الوقت الحالى".
وأضاف "أريد أن يعرف العالم ويتذكر التواريخ التى وقعت بها مجازر بحق أبناء الشعب الفلسطينى".