صدر حديثًا عن دار أثر للنشر، كتاب بعنوان «المراسلات.. كاواباتا وميشيما»، ونقله إلى اللغة العربية المترجم معن عاقل، وذلك بالتزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب، لعام 2017.
وكيو ميشيما، هو الاسم الأدبي للكاتب الياباني كيميتاكي هيراوكا «14 يناير 1925 - 25 نوفمبر 1970»، وهو روائى وشاعر ومسرحى وممثل ومخرج أفلام، رشح "ميشيما" للحصول على جائزة نوبل للآداب ثلاث مرات، وكان اسمه معروفًا على نطاق عالمى، ويعد من أشهر الكتاب اليابانيين فى القرن العشرين، وقد مزجت أعماله الطليعية بين القيم الجمالية الحديثة والتقليدية وحطمت الحواجز الثقافية وكانت الجنسانية والموت والتحول السياسي من أهم محاورها.
ومن أكثر ما يذكر به "ميشيما" هو انتحاره بطريقة "السيبوكو" بعد قيادته لمحاولة انقلاب فاشلة لاستعادة سلطات إمبراطور اليابان عرفت بـ"حادثة ميشيما" عام 1988، كما تم تأسيس جائزة ميشيما يوكيو الأدبية تكريمًا له.
ومن رسائل "ميشيما" الأخيرة، كما ورد على غلاف الكتاب، نقرأ: "أتفوه بالحماقات بصورة متزايدة، وهو ما يجعلك تبتسم بالتأكيد، إلا أن ما أخشاه ليس الموت، وإنما ما قد يصيب شرف عائلتي بعد موتي، وإن أصابني مكروه في أي وقت، فإنني أظن أن الناس سيستغلون ذلك ليكشروا عن أنيابهم ويلاحقوا أوهى أخطائى، سيان عندي أن يسخروا مني في حياتي، لكن ما يبدو لي غير محتمل هو فكرة أنهم قد يسخرون من أطفالي بعد موتي، إنني واثق أنك الوحيد الذي يمكنه أن يحميهم من ذلك، وأفوضك بهذا الأمر كليًا في المستقبل".
ويقول الكاتب "ديان دو مارجري": لم يخف كاوباتا تحفظاته المتعلقة بالانتحار «مهما كانت حالة الاغتراب التي يبلغها المرء، فإن الانتحار ليس شكلاً للتجلي، وحتى لو بدا الإنسان الذي ينتحر جديرًا بالإعجاب، يظل بعيدًا عن بلوغ ملكوت القدس" ولا يمكن إلا أن يصدمنا في العمق ما اختاره المعلم بعد انتحاره ميشيما في 25 تشرين الثاني 1970، حين أقدم على الانتحار سرًا ومنعزلاً بعد نحو عامين، فى شقة صغيرة على شاطئ البحر، قرب كاماكورا، فى 16 نيسان 1972 على هذا النحو رأينا كيف أن أحد الكاتبين، لم يتوان عن مساعدة الشاب على التطور، وكيف أن الآخر لم يتردد عن الكشف عن نفسه أمام من اختاره كمعلم في التفكير، ليتحد كلاهما فى الموت الإرادى إلى الأبد.