فى روايته "قمر على سمر قند" للكاتب الكبير محمد المنسى قنديل، تظهر مدينة بخارى محملة بماضى عريق أثار فى نفوسنا الكثير من الجانب الثقافى الذى تحمله هذه المدينة العريقة، واليوم تمر ذكرى سقوط المدينة فى يد المغول 1220 ميلادية.
وبخارى واحدة من أقدم المدن فى آسيا عمرها تجاوز 2500 سنة، تعود نشأتها إلى ما قبل الميلاد.
فقد وجدت فى عهد الدولة الأَكْمِينِيَّة الإيرانية «330- 553 ق م» ثم استولى عليها الإسكندر الأكبر، ثم بعد ذلك صارت بخارى تابعة لدولة الباختريين، ثم حكمها الأتراك بعد القرن السادس الميلادى.
وقد فتحت فى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك عندما أمر الحجاج بن يوسف الثقفى القائد قتيبة بن مسلم الباهلى بفتح بلاد ما وراء النهر، فسار إليها وتمكن من فتحها سنة 709 وعمل على توطيد أقدام المسلمين بها، وبنى بها مسجدا ودعا أهلها إلى الإسلام، ومنذ ذلك الحين أصبحت بخارى تابعة للخلافة الإسلامية إلى أن سقطت فى قبضة المغول بقيادة جنكيز خان فى 10 مارس 1220 وخربها وهدم كثيرا من صروحها الحضارية، وأحرق مكتبتها، ثم استولى عليها تيمورلنك عام 1383 حتى أعاد حكام الأوزبك بناءها وجعلوها عاصمة لدولتهم عام 1505، ثم صارت تحت حكم الخانات حتى استولى عليها الروس عام 1918.
وحين قام النظام الشيوعى عام 1923 صارت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتى حتى انهياره عام 1991 فصارت إحدى مدن أوزبكستان المستقلة ومن أبناء بخارى الإمام البخارى والزمخشرى وابن سينا.