صدر كتاب "جماليات اللغة وبنية السرد الروائى" للدكتور إكرامى فتحى، عن دار "بورصة الكتب للنشر والتوزيع".
ومن المؤكد أن عالم نجيب محفوظ إبداع متعدد الروعة، يُبْهِر متلقيه أيًا كان مستوى التلقى، جمالُه أخّاذ مُتعدِّد الزوايا وإن لم يُدْرك كُنْه هذا الجمال، هو لؤلؤةٌ نادرةُ النقاء، أنَّى نظَرَ الرائى إليها تناثرتْ أمامه أضواؤُها المتلألئة، ومنها لغته التى تشبه الأرابيسك.
وفى ضوء ذلك جاء كتاب "جماليات اللغة وبنية السرد الروائى" محاولةً نقدية ذات وجهة خاصة، تسعى إلى الوقوف على جماليات لغة ست من روايات نجيب محفوظ، هى: اللص والكلاب، السمان والخريف، الطريق، الشحاذ، ثرثرة فوق النيل، ميرامار مع بيان دور تلك اللغة الفعّال فى البنية السردية؛ حيث إن أحد مراكز الجمال فى روايات محفوظ هو اللغة الخاصة التى تشكلت عبرها تلك الروايات، ورغم أهمية هذا المركز فإن الالتفات النقدى إلى سمات هذه اللغة ودورها كان قليلاً.
وعبر تميُّز الظاهرة البحثية المختارة لأهميتها وقلة الالتفات إليها، وخصوصية الرؤية النقدية تجاهها، جاءت فصول الكتاب ومباحثه كالتالي: اهتم الفصل الأول "جماليات التراكيب بين ثراء الالتفات وتحولات البنية" ببنية المونولوج وأهم ظواهره الفنية التى كان لها دور فى المنظومة الروائية، وقد شمل مبحثين: "التنوع الضمائرى والتشكيلات السردية" ثم "تحولات البنية الأسلوبية وحركية الرواية".
أما الفصل الثانى "سردية الصورة وديناميكية الوصف الروائي" فاختص ببنية الوصف وأبرز وسائله "الصورة" من خلال مبحثين : "الصورة الاستعارية والتشكيل السردي"، ثم "التصوير التشبيهى والخطوط السردية".
والكتاب هو الثالث للمؤلف بعد كتابيه، جدلية التراث والشعر: استلهام الشاعر القديم فى القصيدة المعاصرة، والقصة القصيرة فى قطر ببليوجرافيا شاملة ودليل وصفى تحليلى (تأليف مشترك).