صدرت عن الدار المصرية اللبنانية الرواية الأولى للشاعر على عطا، تحت عنوان "حافة الكوثر".
وتندرج هذه الرواية تحت ما يسمى "أدب الاعتراف"، وهو نوع أدبى لا توجد منه نماذج كثيرة في المكتبة العربية، فالأحداث تتدفق بين القاهرة والمنصورة، لتغلف بوحًا حميميًا لـ"حسين جاد"، الصحفى الذى أصدر ثلاثة دواوين شعرية، وينزى فى مهنته خلف تحرير نصوص الآخرين الصحفية والإبداعية.
يشجعه صديقه المهاجر إلى ألمانيا "الطاهر يعقوب" عبر رسائل تصله منه بالإيميل على كتابة رواية يضمنها كل ما يؤرقه فى حاضره وماضيه لعله يتخفف من أزمة نفسية تكاد تعصف بكيانه وبما أنجزه من نجاح مهنى وإبداعى.
في مركز السرد تجربة عاشها بطل العمل داخل مصحة للأمراض النفسية بعد أن تخطى الخمسين من عمره، تستدعى إلى ذهنه محطات مؤرقة ترتبط فى شكل غامض بحوادث زنا محارم فى محيط أسرته.
وتدفعه التجربة إلى الكتابة عن تلك المحطات وغيرها ومنها اضطراره إلى العمل حتى من قبل أن يصل إلى سن دخول المدرسة الابتدائية فى ظل فقر أسرته التى يعولها أب يعمل بائعا متجولا ويدمن الأفيون والحشيش، وفى الرواية أيضًا مساحة معتبرة لنماذج من المرضى الذين تضمهم "مصحة الكوثر"، تجسد حضورا مأساويا لمرض الاكتئاب في أوساط المنتسبين إلى ما كان يسمى "الطبقة الوسطى" فى المجتمع المصرى.